آخر الأخبار

شغب الملاعب: من لا يتوقعه غير مؤهل!

إدريس الأندلسي

قبل أيام حاولت أن أثير بتواضع العارفين أن فتح الملاعب أمام جمهور كرة القدم محفوف بالمخاطر بعد سنتين من أزمة صحية كان لها أثر كبيرعلى القدرة الإقتصادية لكثير من الفئات الإجتماعية. الكل يعرف أن تنظيم مباراة بين فريقين في ملاعب كبيرة موجودة في أماكن إستراتيجية داخل بعض المدن فيه كثير من المغامرة. هل تمت دراسة تعبيرات فرق المشجعين و الرسائل التي تتضمنها طريقة التشجيع . هل يتم إتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة خطر داهم أصبح معروفا لدى الجميع. هناك خلايا قد تكون تخطط لتحويل مباريات كرة القدم الى حلبة للصراعات الاجتماعية.

ما جرى في مركب مولاي عبدالله ليس جديدا، منذ سنوات و الاف القاصرين و حتى بعض البالغين يعيثون في الارض فسادا خلال مباريات فريق الجيش الملكي و فرق أخرى. هذا المركب يوجد في محور طرقي و سككي و في معبر يربط بين مدينة تمارة و الاحياء الكبيرة في العاصمة الرباط. بالامس كانت مداخل المدينة تعيش ازمة مرور لم تعرفها من قبل. و بعدها انتشرت صور من داخل الملعب اظهرت شغبا قل مثيله و شبابا تحول في لحظات من مناصري فريق كرة القدم الى مجرمين قد تصدر في حقهم احكام ثقيلة بالسجن خلال الايام القادمة. أصبح هذا المركب مصدر خوف لسكان الأحياء المجاورة له منذ سنين.

لا يمكن لكل عاقل أن يرفض أو أن يبحث عن تبرير للاعتداء على رجال أمن حضروا لتأمين من جاؤوا من أجل فرجة كروية و أصبحوا هدفا لاعتداءات مجرمين قد يكون أغلبهم قد تجرعوا مخدرات. الموضوعية تقتضي البحث في أسباب ظهور هذا التدهور السلوكي و الإجرامي و لكن القمع و التعامل الأمني الصارم هو الخطوة الأولى لمواجهة هذه الظاهرة. قاصرين قد يكونوا ضحايا نظام تعليمي و حيف إجتماعي هاجموا الأمن و اعتدوا على ممتلكات عمومية و خاصة لا يجب أن يتم التعامل معهم بتساهل. يجب أن يعرفوا أن ما قاموا به فعل جرمي و أن يتم التعامل معهم بشدة تربوية كما كان يحصل في المراكز التربوية التابعة لوزارة الشبيبة و الرياضة. أما البالغين من ممتهني الشغب فمكانهم الطبيعي هو السجن.

وللتذكير، وجب على مدبري الشأن العام الرياضي تأطير التظاهرات بكثير من المهنية. العنف المجتمعي واقع يعيشه الكثير من المغاربة في كثير من الأحياء الشعبية. و قد زادت حدة هذا العنف خلال الفترة الأخيرة. و زادت حدته مع فرض التوقيت الأوروبي على بلادنا و الذي أجبر كثير من العائلات التي ليس لها معيل و حماية إلى عدم التحاق أبنائها أو بعض أفرادها من الالتحاق بالمدرسة أو بأماكن العمل. لقد عشنا سنتين بدون ملاعب مليئة بالجمهور و لذلك يمكن أن نكتفي بمباريات منقولة على على التلفزيون كما تعودنا أن نرى كثيرا من أنواع من الفرجة منذ سنوات.

لا يهم أن يحضر الجمهور في بلادنا لمباريات تتحول إلى حلبات لمعارك تحركها المخدرات والجهل والفقر وتستغلها بعض النيات السيءة. إذا غابت الصرامة اليوم فقد تستفحل الظاهرة و تزيد حدتها و تكون مكلفة إجتماعيا و سياسيا و أمنيا.