آخر الأخبار

سياسة التشيار

إدريس المغلشي 

“التشيار” في السياسة خبطة عشواء ومحاولة فاقدة للبوصلة وبدون تركيز،هي تلويح بتصريحات كما اتفق بدون منهجية مضبوطة ولامنطق ، قد تمليها ظروف معينة لذر الرماد في العيون وقد تكون وليدة شعور بالحماسة الزائدة .هناك من تأخذه نشوة التصاريح امام ميكروفونات بعينها فيطلق العنان لوعوده دون فرامل ناسيا او متناسيا ان الكلمة في الأول والأخيرالتزام محكهاالحقيقي الميدان.
“التشيار”نوع من الفنتازيا مشروطة باللامنطق ، سابحة في بحر الخيال. محفوفة بالمخاطر لكونها تقفز وسط حقول الالغام من الاسئلة الحارقة فتكتشف في الأخير كمن يقفز امام الملأبدون ملابس ولا غطاء. هكذا يبدومكشوفا على الآخرحد الاعتقاد ان بمقدوره نطح السحاب في لحطة انتصار عابرة او لنقل بصريح العبارة مغشوشة و مخدومة مكنت لجهة في اطار “أمولا نوبة..” كمسكنات واللعب على الوتر الحساس وهم ينتحلون صفة المسؤولية فتخونهم القدرة والكفاءة أو “الحرفة” كما يقول اهل السياسة .يغيب حضورهم لحظة الحاجة. وتجدهم في مواقع البهرجة و”التبندير الخاوي”منضبطين في المقدمة فرحين لانهم لايجيدون سوى هذا الدور .
سياق هذا المقال ماجاء على لسان النائب الاول لعمدة مراكش في معرض حديثه في تصريح صحفي عن الاستعدادات الجارية على قدم وساق بمدينة مراكش من اجل استقبال اشغال مؤتمرات عالمية تقتضي ان تصبح مراكش في مستوى اللحظة وقيمة الحدث. المثير للانتباه ان يصرح المسؤول بالمجلس والمكلف بالاشراف على هذا الورش الكبير بكلام يبدو ان الواقع يعاكسه ويفنده .لاول مرة اسمع “بطروطوار” بمعايير دولية وهي كلمة تلقى في الهواء لاقيمة لها مادمنا نعيش تدبيرا متخلفا لايرقى لمستوى المدينة ولاالاحداث التي ستعرفها.وهنا تبرز ثلاث ملاحظات ضرورية .
الأولى القى كلمته وكانها فتح جديد.والحال ان كل المؤشرات تقول ان المشروع برمته سيكرس الوضع القائم ولم يستفد المسؤولون اولا من هذه الامكانات من اجل خلق اضافة نوعية للمدينة وثانيا هدر الطاقة والجهد .الملاحظة الثانية لايحمل المشروع ورقة تعريفية تحدد فيها المعطيات التالية من خلال التعريف بصاحب المشروع ومدة انجازه والمناطق التي سينكب عليها الانجاز .الملاحظة الثالثة ان تقنية تدبير المشاريع تقتضي نوع من الاحترافية في تذليل الصعاب امام الساكنة لاجعلها تعيش جحيم التنقل خصوصا في المناطق التي تعرفها هذه الاوراش دون التكلم عن الطريقة البدائية التي يتم بها تنظيم السير والجولان مع الاشارة الى كون هذه الاوراش لم تضف جديدا بخصوص توسيع بعض الممرات التي تعرف اكتضاضا ولم تسع لحذف الممر المتواجد بالوسط او بالجانب والذي ظل فارغا وممنوعا على المركبات ماعدا الخاصة والذي خنق بعض الشوارع الرئيسية .
الأمر سهل ان تصرح بكلام لكن الصعب ان يكتسي مصداقية لدى المتتبعين فمايعاينه الناس لاعلاقة له بما يتم الترويج اليه . قدر مراكش ان يتناوب على تسييرها مجموعة من الفشلة الذين اضاعوا عليها فرصا للإصلاح والتأهيل .سيسجل التاريخ من وقف ضد مصلحة هذه المدينة العريقة وفوت عليها فرص النهضة الحقيقية لتحمل اسم العالمية التي يلوح بها بعض المنتشين الذين لايجيدون سوى سياسة ” التشيار الخاوي ” دون ان يحدث اثرا في الواقع .