آخر الأخبار

رفض شيطنة الأطباء

وجه التجمع النقابي الوطني للأطباء الأخصائيين بالقطاع الخاص،  النقابة الوطنية لأطباء القطاع الحر ، والنقابة الوطنية للطب العام رسالة إلى  رئيس الهيئة الوطنية للطبيبات والأطباء، حول التصريحات المسيئة لأطباء المغرب،جاء فيها : ” يؤسفنا السيد رئيس الهيئة الوطنية للطبيبات والأطباء المحترم، أن نتوجه إليكم برسالتنا هاته من أجل لفت انتباهكم إلى حجم الإساءة ضد الأطباء المغاربة الذي تتسع رقعته يوما عن يوم، إذ تكشف العديد من الخرجات والتصريحات “الإعلامية” عن حضور قوي لعطب كبير مسيء لكل المغاربة، لأنه يضرب في العمق ركائز الثقة التي هي أساس كل نجاح وتقدم.

لقد تتبعنا مؤخرا تفاصيل خرجة لأحد الأشخاص الذي يقدم نفسه على أساس أنه داعية، الذي لم يجد أدنى حرج في تبني خطاب التعميم وهو يكيل التهم للأطباء، وينعتهم بأقبح النعوت، ويبخس مجهوداتهم، ويعمل على شيطنتهم، مجردا إياهم من إنسانيتهم ووطنيتهم ويقدمهم في أبشع الصور المادية، متناسيا ومتغافلا المسؤوليات التي تحملها الأطباء والأدوار التي قاموا بها، بالأمس كما اليوم، ومعهم باقي مهنيي الصحة، من أجل خدمة الصحة العامة، في الجبال والقرى والمداشر النائية، لمواجهة الأمراض والوقاية منها، وفي أزمنة الأوبئة، وتعتبر الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19 نموذجا صغيرا للتضحيات المبذولة التي أدت إلى إصابة أكثر من 100 أستاذ وطبيب بالعدوى التي كانت سببا في أن أسلموا أرواحهم لبارئها، رحمة الله عليهم وعلى كافة ضحايا الجائحة.

السيد الرئيس المحترم، إن الخطاب الذي أسس عليه المتحدث كلامه الموجه للعموم، بعد بث وتقاسم التسجيل على مواقع التواصل الاجتماعي، الذي ينضاف إلى مسلسل طويل من الإساءات التي ظل الأطباء

يتعرضون لها في وطنهم من طرف جهات مختلفة وبأساليب وصيغ متعددة، سيؤدي وبكل أسف إلى نشر المزيد من الكراهية وتعميم الحقد على نطاق واسع ضدهم، وهو ما لا يمكن القبول به، لأن التطبيع مع هذه الممارسات والسلوكات، لن يشجع إلا على مزيد من هجرة الكفاءات بالنسبة لأطباء الغد، في الوقت الذي تعرف فيه بلادنا خصاصا كبيرا في الأطباء، وفي مرحلة زمنية جد مهمة في مسار بلادنا نحو تعميم الحماية الاجتماعية، تفعيلا للتعليمات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، مبدع هذا الورش التاريخي، والذي يحرص حفظه الله على أن تكون المنظومة الصحية منظومة عادلة تضمن التكفل الصحي بكافة المواطنين وتضمن ولوجهم إليها بشكل سلس بعيدا عن كل الإكراهات المادية منها والمعنوية، والذي أكد جلالته نصره الله كذلك على أن تكون الجدية محددا لسلوكاتنا ولعملنا، كل من موقعه لخدمة الوطن والمواطنين، إلا أنه يتبين وبكل أسف من خلال مثل هذه التصريحات افتقاد البعض لها مقابل تبنيهم لخطابات الإثارة والشعبوية التي لا تساهم إلا في تعميم الاحتقان.

إننا السيد الرئيس المحترم، في دولة المغرب الشامخة، دولة الحق والقانون والمؤسسات، نؤمن جدا بأن كل مواطن تضرر من ممارسة ما ومن سلوك يعتبره مسينا له أو تسبب له في أضرار معينة، كان مصدره طبيبا أو غيره، فإنه يمكن له التوجه إلى المؤسسات المختصة من هيئة وطنية للأطباء ومجالس جهوية، أو للوزارة الوصية من خلال مفتشيها، أو إلى مؤسسة القضاء للمطالبة بحقوقه وبجبر الضرر إذا ما كان له الحق في ذلك، ونعي جدا بأنه في كل مجال وقطاع، في كل المجتمعات، هناك الصالح والطالح، وهو ما يجب معه أن نميز بينهما وأن نسمي الأشياء بمسمياتها في حال وجود خلل ما، عوض تبني خطاب التعميم المحبط والحاط من الكرامة والمسيء لها، الذي يؤدي لنشر الكراهية بين أبناء الوطن الواحد، وهو ما يجعلنا نطلب منكم اتخاذ ما يلزم من تدابير وإجراءات لحماية الحق الدستوري للمواطنين في الصحة والعلاج، ولصون كرامة الطبيب المغربي ووقف أشكال التجريح المجانية التي تستهدف كل طبيبة وطبيب في وطننا الحبيب.