آخر الأخبار

رسالة الأمل

المبارك الگنوني 

عندما بدأ الأستاذ الراحل بوطورالمرحلة الثانية من العلاج بالكيميائي،أحسست باضطرابات مزاجه، لشعوره بالحزن المستمرمع فقدان الشعور بالمتعة،وانقطع عن الكتابة التي كانت غدائه الروحي،فبعثت له برسالة لأبث في داخله الأمل والتفاؤل بالحياة من جديد.وهذا هو نص الرسالة ب “Messenger”:

كل كتابة كما قال صديقي الشاعر جمال أماش “هي كتابة ضد الموت،ليس كعدم ولكن كفناء في روح،هي ما يحقق لها دوامها وديمومتها. كتابة ضد النسيان ولاجله.قد نكتب لننسى،وقد نكتب لتجاوز النسيان كشرط للكتابة.وهي كتابة لايرهنها عقد مع قارئ ما،ولكنها تكتب ذاتها من خلال ما تختاره من كلمات وما ترصع من أفكار ليست دائما جاهزة،هي كتابة مجهولها في القفز على اللحظة والضرورة والبداهة”.الكتابة أستاذي إدريس بوطورهي إيجاد لوجود مستكنٍّ في رحم التخييل،ليست باحة استراحة مريحة ولا واحة لكتابة الخواطر،إنها التزام بالمعنى العميق اتجاه الذات والمجتمع.الكتابة هي القدرة على استيعاب الحياة في دفقها الهادر و إخراجها من قوة البديهة الى لغز السؤال. نحن دوما استاذي بوطور أمام الصخرة، يأمرنا Zeus بحملها كسيزيف، أو أمية بن خلف يهددنا بوضعها على صدورنا. وما دمنا نعاني بكل الأحوال فلنجعل لحياتنا معنى.شيء جميل أن يتدفق نبع أستاذنا إدريس بوطورمن جديد!اكتب يا أستاذ،فمن يكتب لن يموت أبدا، فالكتابة ورشة،اشتغال حقيقي للذات والأنا والآخر.اكتب فمن رحم المحنة تولد المنحة والراحة والسكينة.اكتب أستاذي كما كتب من سبقوك لأن الذاكرة أطلال والكتابة ترنيمة فهي لحظة انتشاء يجتمع فيها “نانـوس وإيروس.اكتب والق بدررك النفيسة لمحبيك وعشاقك.أستسمح الكاتبة الأستاذة “لالة لطيفة الرخا”أن أقتبس عنها هذه الصورة التعبيرية الرائعة: أستاذ إدريس بوطور” أنـتـم الـنـبـع،وهـل مــن ارتــواء إذا مــا الـنـبـع نـضـب؟ لك مودتي وإعجابي ودام لك الألق أيها الأديب المفلق. وبعد يومين بدأت إسهاماته الفكرية تتناثر كأرخبيل من درر من جديد.