في قاعة سينمائية يُفترض أن تكون محرابًا للفن وفضاءً للنقاش الراقي، صعدت “الشيخة ” إلى المنصة في العرض الأول لفيلم مغربي شاركت فيه، ليس لتتحدث عن دورها أو لتحاور الجمهور حول تجربتها، بل لتروّج لجسدها على حساب الفيلم نفسه. الكاميرات التقطت المشهد الفاضح: استعراض حي لمؤخرتها في مشهد لا يمكن وصفه سوى بالإهانة المباشرة للفن، ولمن حضر باحثًا عن معنى.
ما حدث ليس مجرد تجاوز، بل فضيحة مكتملة الأركان. عوض الترويج للفيلم كعمل فني يحمل رسالة أو رؤية، تم الترويج له بطريقة رخيصة تقوم على الإثارة الجسدية الرخيصة، وكأن الجسد أصبح بطاقة العبور الوحيدة نحو الأضواء. كيف يمكن أن نحترم السينما المغربية، ونحن نسمح بتحويل منصاتها إلى مشاهد عبثية تُسَوَّق فيها المؤخرات بدل الأفكار؟
الأخطر من ذلك أن مثل هذه السلوكيات لم تعد تُدان كما ينبغي، بل تلقى تصفيقًا من جمهور بات أسير التفاهة، ومن منظّمين يغضّون الطرف، بل وربما يدفعون في الخفاء نحو هذه اللحظات الفاضحة طمعًا في “البوز” واهتمام الصحافة الصفراء.
إن ما قامت به “الشيخة ” ليس تعبيرًا عن الحرية، ولا عن الجرأة، بل عن إسفافٍ فجّ وامتهانٍ لمهنة التمثيل ولمكانة السينما. من يروّج لفيلم عبر المؤخرة لا يقدّم فنًا، بل يُسهم في تسويق الرداءة ومسخ الذوق العام. الفن ليس جسدًا يُعرَض، بل فكرٌ يُناقش، ورسالة تُحترم.
أمام هذا الانحدار، لا بد من دق ناقوس الخطر: ما يجري ليس حدثًا معزولًا، بل جزء من انحراف عام يُهدد مستقبل الإنتاج الثقافي، ويُفرغ الفضاءات الفنية من قيمتها. آن الأوان لنقولها بوضوح: كفى عبثًا، وكفى دناءة، وكفى متاجرة بالأجساد تحت غطاء الفن!