آخر الأخبار

حفل سينمائي بدون هوية .

إدريس المغلشي

اسدل الستار على فعاليات المهرجان السينمائي بمراكش بعدما خلف وراءه لغط كبير وجاء هذه السنة في اجواء مشحونةبين زلزال دمر كثير من معالم جزئنا المهمش الذي يئن تحت وطأة العجز والفاقة والعوز و بين احداث دولية على رأسها القضية الفلسطينية وماتعرضت له غزة من اجتياح وابادة جماعية في ظل صمت عربي ودولي ضد همجية الكيان الصهيوني الذي سقط اخلاقيا في ساحة المعركة باستهدافه للشيوخ والنساء والاطفال .وهو حدث لاشك ارخى بظلاله على باقي الشعوب التي انتفضت ضد هذا الفعل الشنيع مناصرة لغزة ولأهلها .كما ان غلاء المعيشة وتوثر الساحة التعليمية بماعرفته من احتجاجات بطولية للتنسيقيات والنقابات وآباء وأمهات التلاميذ والتلميذات استطاعت ان ترغم مكونات الحكومة للجلوس الى طاولة الحوار والتفاوض حول مطالب اجمع جل المتدخلين على وجاهتها .في ظل كل هذه الأجواء المشحونة جاء المهرجان الدولي للسينما بمراكش . وكنت اتساءل الم يسعف ذكاء المنظمين ان يرتقوا بفكرهم لاعلان بعض المواقف اتجاه كل هذه القضايا باشارات رمزية تفيد أن الفن رسالة راقية ووفاء لقضايا الانسانية؟ كيف لا .وهو ينعقد في وطن بل في مدينة تحتضن اكبرالمواقع التي عرفت زلزالامروعابل لازالت الساكنة تعاني من قساوة الظروف المعيشية رغم كل المحاولات الانسانية.لم نر اية إشارة لتلك الاحداث ماعدا تصريحات هنا وهناك وخرجات غير محسوبة لفركوس الذي ابان عن ضحالة في التفكير نتيجة محدودية في التصور وغياب ردة فعل ايجابية رغم احتلاله لحيز زمني مبالغ فيه في القطب العمومي بدون فائدة ماعدا تكريس نموذج المراكشي السلبي والغير واعي وهو امر نرفضه بالمطلق فمراكش حاضنة للعلم والثقافة والفنون ولها اعلامها الراسخة اقدامها في التاريخ أمرصعب ليس بالسهل ان تكون فنانا يحمل قضية. واذا كان البعض قد اشار الى ان السياسة مع المال مفسدة فان التجارة مع الفن ان كان فنا هي تطاول وارتزاق وحصانة للراسمال. لانقول ان قدر الفنان ان يعيش فقيرا لكن اكبر الفنانين المبدعين بقوا لصيقين بهموم الشعب .
من المفردات المستفزة ما عبرت عنه احدى المستجوبات بقولها ان الادارة نظمت المهرجان هذه السنة بمنظورالحشمة تفاعلا مع الأحدات الجارية . اتساءل أين غابت الكوفية الفلسطينية ولم نر لها اثر طيلة زمن الاحتفال ام ان وجود قطعة قماش لها رمزيتها تزعج بعض الاطراف ؟ دون ان نناقش بعض الانماط من اللباس التي تتماهي في تقليد بليد مع كبريات المهرجانات الدولية . وبدا جليا اننا لازلنا لم نتحرر بعد من المد الفرنكفوني اعدادا وتنظيما واخراجا . لازلنا مرتهنين لاستاذية هذا الظل الشبح لدى البعض .رغم اننا نمتلك من المؤهلات والقدرات مانستطيع به تنظيم افضل ممانشاهده اليوم ونحن نعيش لحظة اقفال لحلقة عقدين من التنظيم دون ان نشاهد تقدما ملحوظا .بل هناك من ذهب لكون نسخة هذه السنة لم تكن بالزخم الذي راهن عليه البعض .لامن حيث نوعية وقيمة الضيوف ولاقيمة الاعمال التي طرحت للتباري .وهناك من ينادي بالبحث عن طرق اخرى اكثر جاذبية ونجاعة لخلق نفس جديد بل هناك من نادى بتنظيم مغربي مائة بالمائة .
ما يثلج الصدر في اختتام هذا الحفل ووسط هذا الاحباط المتنامي فوز المغربية أسماء المدير بفقطانها المغربي الأصيل بالنجمة الذهبية في فيلمها (كذب ابيض ) .اتمنى ان يكون العنوان مجرد صدفة لحظة التتويج فمانعانيه اللحظة سيادة الكذب السياسي في كثير من مرافقنا الحيوية .