آخر الأخبار

تمدن عمراني في حي المحاميد بمراكش وتخلف متجدر

عبد الصادق النوراني 

لا زالت مظاهر التخلف ومنطق أنا ومن بعدي الطوفان مبادئ وقناعات راسخة لدى شريحة واسعة داخل المجتمع المراكشي خصوصا أولئك الذين يعرضون سلعهم للبيع بالشارع العام والمعروفون باسم الباعة المتجولون .
فبالقدر الذي يتعاطف معهم المراكشيون في كثير الحملات التي تقوم بها السلطات المحلية من أجل تحرير الشارع العام ، بالقدر الذي استفز مشاعر ساكنة تجزئة سعادة 5 وتجزئة المحاميد 2 وإقامات الضحى بحي المحاميد صباح اليوم وهم يذهبون رجالا الشارع المؤدي إلى المساجد والمصلى من أجل أداء صلاة العيد و يتفادون متاريس الأزبال والنفايات التي خلفها هؤلاء الباعة المتجولون على طول يقدر بحوالي كيلومتر في مشهد فوضوي سافر يخدش جمالية الهندسة المعمارية لهذه الإقامات والتجزءات و يخلخل ضمير كل مواطن غيور على مدينته وسمعة مواطنيها بمختلف شرائهم .
والغريب في الأمر هو أن هذه الأزبال هي مخلفات خضر وسلع في شارع أمام سوق بلدي نمودجي (برج الزيتون) برمزيته التنموية والحضارية والتجارية الذي صرفت أجل بنائه أموال عامة لتعرض فيه أصلا هذه السلع والخضروات للبيع من أجل القضاء بصفة نهائية على ظاهرة احتلال الملك العام ، نجد بعض المستفيدين من محلات داخل فضاء هذا السوق يتركونها فارغة ليعرضوا سلعهم وخضرواتهم في هذا الشارع إسوة بالباعة المتجولين تحت دريعة أنهم محاصرين من طرفهم ويبيعون بأثمنة بخسة لكونهم لا يؤدون الضرائب وأن السلطة المحلية مقصرة في محاربة هذه الظاهرة .
ولعل إقدام المواطنات والمواطنين الذين طالما طالبوا بسوق نمودجي على الإبتضاع من الشارع العام يشكل سلوك غير مفهوم بل هو أيضا مظهر من مظاهر التخلف خصوصا ذلك الإزدحام والإقدام الرهيب على الإبتضاع قبل حلول الأعياد الدينية بيوم أو ثلاث أيام وكأن المجاعة على وشك الحدوث أو أن السلع ستنفد من السوق بصفة نهائية.
آن الأوان أن يتحمل كل واحد منا مسؤوليته الكاملة من أجل مدينتنا وبلدنا ، وآن الأوان أن تتحمل السلطة مسؤوليتها الكاملة على مدار كل أيام الأسبوع ، وآن الأوان أن يتحمل المجلس الجماعي مسؤوليته في المحلات الغير مشغلة في هذا السوق وترتيب الجزاءات بما يكفل إيجاد الحلول الناجعة لهؤلاء الشباب الباعة المتجولون والقضاء على هذه الظاهرة من أجل أحياء شعبية نظيفة ومن أجل مراكش قبلة سياح العالم .