آخر الأخبار

انطلاق محاكمة المتهمين بقتل سائحتين اسكندينافيتين بإمليل

تنطلق يوم الخميس 2 ماي 2019 بمدينة سلا، محاكمة المتهمين بقتل شابتين اسكندينافيتين بقطع رأسيهما في شهر ديسمبر في جبال الأطلس باسم تنظيم الدولة الإسلامية، إلى جانب حوالى عشرين مشتبها بهم آخرين.

وتعرضت لويزا فستيراغر يسبرسن الطالبة الدنماركية البالغة من العمر 24 عاما وصديقتها النروجية مارن أولاند، 28 عاما ، للذبح وقطع الرأس ليل 16 إلى 17 ديسمبر في نقطة معزولة في الأطلس الكبير حيث كانتا تخيمان.

ويمثل 24 متهما أمام الدائرة الجنائية التابعة لمحكمة الاستئناف في سلا لتهم تتراوح بين “الإشادة بالإرهاب” و”الاعتداء المتعمد على حياة أشخاص” و”تشكيل عصابة إرهابية” اثر هذه الجريمة التي هزت المغرب.

وكانت الشابتان مولعتين بالطبيعة، وتتابعان دروسا في السياحة في جامعة بو في النروج، وسافرتا معا إلى المغرب في عطلة عيد الميلاد.

وانتهت رحلة الطالبتين بقرية إمليل، عند سفح قمة توبقال المغطاة بالثلوج، أعلى قمم شمال إفريقيا في سلسلة جبال الأطلس الكبير، على مسافة 80 كيلومترا عن مراكش.

بعد اكتشاف الجثتين، لزمت السلطات المغربية بداية الحذر، لكن مسار القضية تغير بعد نشر فيديو لعملية قطع رأس إحدى الشابتين على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد صورها أحد القتلة بواسطة هاتف محمول.

في أعقاب ذلك، نشر فيديو آخر يظهر فيه الأشخاص، الذين يشتبه بأنهم القتلة يبايعون زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي وخلفهم راية التنظيم.

ومنذ اكتشاف الجثتين، بدأت الشرطة ملاحقة القتلة. وسرعان ما أوقف مشتبه به في إحدى ضواحي مراكش، وبعد ثلاثة أيام ألقي القبض على ثلاثة آخرين كانوا يحاولون مغادرة المدينة في حافلة بمحطة باب دكالة للحافلات.

وتتراوح أعمار المشتبه بهم بين 25 و33 عاما، جميعهم كانوا يعيشون في أحياء هامشية بمراكش. وقد وصفهم المحققون بأنهم يتحدرون من أوساط فقيرة ومستواهم التعليمي “متدن جدا ” وكانوا “يعيشون من أعمال بسيطة”، بحسب المحققين.

وبحسب المحققين، فإن “خليتهم الإرهابية” التي تستلهم إيديولوجية تنظيم الدولة الإسلامية، لم تكن على “تواصل” مع قادة  العمليات التنظيم في سوريا والعراق. كما أن تنظيم الدولة الإسلامية لم يعلن مسؤوليته عن عمليتهم.

ويعتقد أن قائد الخلية هو عبد الصمد الجود، وهو بائع متجول يبلغ من العمر 25 عاما أعلنه رفاقه “أميرا ” عليهم. ويحاكم الموقوفون العشرون الذين يمثلون في سلا لصلتهم بالقتلة.

ومن بينهم كيفن زولر غويرفوس وهو إسباني سويسري يعيش في المغرب، ويعتقد أنه درب المشتبه بهم الرئيسيين على استخدام تطبيق مشفر للتواصل، و”دربهم على إطلاق النار” وشارك في تجنيد آخرين.

وفي أعقاب مقتل السائحتين، حوكم مواطن سويسري آخر بشكل منفصل وحكم عليه بالسجن عشر سنوات في منتصف ابريل لإدانته بـ”تشكيل عصابة إرهابية” ولعلاقاته بشبكة متطرفين أخرى.

وبقيت المملكة حتى العام الماضي بمنأى عن أعمال العنف المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية، لكنها شهدت سابقا هجمات وتفجيرات في الدار البيضاء في 2003، تسببت بمقتل 33 شخصا، واعتداء في مراكش عام 2011، قتل فيه 17 شخصا .

وكان لاعتداءات الدار البيضاء، التي نفذتها مجموعة من 12 انتحاريا من سيدي مؤمن، أحد أحياء الصفيح في عاصمة المغرب الاقتصادية، وقع شديد على الرأي العام المغربي.

ومنذ ذلك الحين، شدد المغرب إجراءاته الأمنية وقوانينه، كما عزز تعاونه الدولي في مجال مكافحة الإرهاب وباشر برنامجا لإعادة هيكلة الحقل الديني.