آخر الأخبار

امريكا و الأوضاع العربية الشرقية – 9 –

فلا يعود لها لون أو طعم أو رائحة . وهذا ما تحذر منه وتخشاه تلك الأقلية الليبرالية العلمانية ، لما تحسبه لهذه الظاهرة من تجويف للمؤسسات من الداخل ، ييبسها ويفرغها من تلك الدينامية الاجتماعية السياسية للنموذج ” الليبرالي العلماني ” المتخيل والمعاق في الواقع الإسرائيلي الفعلي . وهم لهذا يتنبؤون له بالفوضى القادمة ! وبعض أولئك المحللين الإسرائيليين العسكريين والأمنيين ، ينظرون إلى ” الأزمة الوجودية من زاوية أخرى ، تركز على تغير توازنات ” القوة الحربية ” و الرادعة في المنطقة ، ويستخلصون أن أي صدام حربي مفترض سيطال حتما الداخل الإسرائيلي بأشد قوة تدميرية ودقة الاستهداف ، غما جرى في حرب 2006. و هذا تحول نوعي لم يسبق لإسرائيل أن كانت موضوعا له . وهو يمثل خطرا وجوديا عليها . لكنهم يظلون محبوسين في معالجاتهم التقنية ، و ليس بوسعهم الإفصاح عن جوهر هذه الأزمة الوجودية . وهي بكلمة موجزة ، ما دام الكيان الإسرائيلي لا صيرورة تاريخية له توحده ، يكون الاطمئنان إلى ” التفوق في القوة ” هو الإسمنت الأوحد اللاحم له . وما دام هذا العنصر يهتز ويضعف ، الوجوده في مجال حضاري أكبر و أرسخ عمقا منه ، فالأزمة الوجودية ستستمر مباطنة و دائمة و فاعلة في جميع مظاهر أزمات الكيان الصهيوني المصطنع إلى أن ينتهي عمره 9 الافتراضي . في مقابل شعور هذه النخبة بالأزمة الوجودية التي تنهش الكيان الإسرائيلي ، على الرغم من الاختراقات و النجاحات العابرة ، و على الرغم من أزمات تراجع النظام العربي الرسمي ، ثمة شعب فلسطيني جبار يبرهن يوميا على أنه شعب له تاريخ ينبض بالحياة الدائمة ، و يقاوم بجميع أجياله و بكل ما له من طاقات المقاومة التي لا تنضب . لا أريد أن أدخل في تفاصيل الحوارات و الاتفاقات التي أبرمت بين الفصائل الفلسطينية في محطات مختلفة ، وخاصة الأخيرة بين قيادات الفصائل في بيروت وما توصلت إليه من بنود سیاسية جامعة ، وكذلك ما توصلت إليه الفصائل في القاهرة من برمجة لإجراء انتخابات تشريعية في الضفة والقطاع ، ثم انتخابات للرئاسة وأخرى للمجلس الوطني المنظمة التحرير الفلسطينية ليضم كل الفصائل بلا إستثناء ، ومن بين تلك الخطوات الإجرائية تشكيل حكومة وحدة وطنية . ولا أريد أن أدلي برأيي الخاص في المواقف و التصورات المقترحة من كل فصيل ، لأن الأساسي في هذه اللحظة التشديد على المعنى الإجمالي الموضوعي للتحول الجاري في الساحة الفلسطينية ، لجهة أن توحيد جميع فصائل المقاومة الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية ، ممثلة الشعب الفلسطيني في الداخل و الشتات ، سيتحقق ، رغم كل التباينات التي مازالت قائمة ، و ذلك لدوافع عديدة اهمها :