آخر الأخبار

امريكا و الأوضاع العربية الشرقية – 6 –

و استفحال الأزمة الاقتصادية وانهيار العملة ومضاعفات جائحة كورونا ، وتراجع الحريات العامة بفعل شخصنة السلطة بعد التعديل الدستوري الاخير مع استمرار مسلسل الاعتقالات بالآلاف وفي جميع أجهزة الدولة ، والفشل النهائي لحل المسألة الكردية لا سيما والمحاولة جارية الاجتثاث حزب الشعوب الديمقراطي الكردي . هذه العوامل الداخلية الضاغطة ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية والتشريعية ، وانتقادات بایدن الصريحة لأردوغان واعلان نيته تشجيع معارضيه ، وخصوصا مطالبته بالغاء صفقة الصواريخ س 400 مع روسيا الاتحادية . جميع تلك العوامل الداخلية و الخارجية دفعت بأردوغان إلى إلتفافته الحالية التهدئة ما أثارته سياسته المناورة على جميع الحيال من زوابع وأزمات داخلية حاصرته من كل الجهات … ولهذا لاحظنا تودده للسعودية ومصر لمصالحتهما وقبول الانخراط في المساعي السلمية لحل الأزمة الليبية … لكنه ما زال على نفس الموقف الاحتلالي في الأزمة السورية في انتظار الذي يأتي ولن يأتي ، كما سنوضح في المقالة اللاحقة . فهل سيكون له دور قوي في الأزمة اليمنية مقابل تودده للمصالحة مع السعودية ، وهل سيبيع الطائرات المسيرة لها … إنه احتمال ضعيف ، لأنه جاء في غير زمنه المناسب ، فيما المجتمع الدولي عامة يبحث له عن مخرج سلمي من هذه الحرب التي طال أمدهاء وبالعودة أخيرا إلى الحرب القائمة على اليمن ، فلا جدال ، أنها دخلت مرحلة العد العكسي ، ومع تفوق مضطرد لسلطة صنعاء ولصمودها ومقاومتها . وقد يكون الانتصار في تحرير محافظة مأرب آخر معاركها في شمال اليمن . وكما هو معتاد في الحروب ، فالمعتدي يقدم دائما حلولا جزئية عله يأخذ بالمفاوضات ماعجز عن أخذه بالحرب ، وهي حيلة تقليدية معروفة لن تنطلي على الذي يمسك بالأرض . وما يثير القلق يوجه خاص ، وضعية الجنوب اليمني والدور الانفصالي للمجلس الانتقالي فيه ، خاصة وأن إسرائيل باتت حاضرة بقوة في الجنوب على إثر تحالفها العلني مع الإمارات صاحبة القرار فيه . وقد صرح أحد قادة المجلس أن هذا الأخير على استعداد لتطبيع العلاقات مع إسرائيل إذا ما تحقق مطلبه في الدولة الانفصالية . ما قد يطمئننا في هذا الصدد ، أن القوى الوحدوية في الجنوب ليست بهذا الضعف المريع ، وأن الهوى الشعبي في الجنوب لا يختلف طموحا في الحرية والتحرر من أي احتلال كيفما كانت جنسيته عن مثيله في الشمال ، وبالأحرى أن يكون هذا الانفصال المفترض مشبوها بالدور و الحضور الإسرائليين . وفضلا عن هذا وذاك ، لم يظهر بعد في التوجهات الدولية ما ينم أو يشجع على هذا الانفصال الافتراضي . وللأيام القادمة كلمتها الأخيرة .