آخر الأخبار

المصير المجهول لسوق الكتب بباب دكالة

عبد الاله البريني 

يعرف سوق الكتب ما هو أفظع من التهميش وخطر الاندثار ، فليس هناك ما هو أصعب من المجهول الذي ينتظره تجار الكتب في باب دكالة ويتشارك معهم في هذا الهم الجامعة واساتذتها وطلبتها وعموم القراء والمثقفين لأنهم أول من يجد ضالته في هذا الفضاء التاريخي ، الذي تعرض للتحويل على مدار خمسة عقود … هاته السنوات الخمسون ليست سوى هامش صغير في تاريخ الكتبيين بالمدينة التاريخية ، حيث أن أهم معلمة بالمدينة الحمراء سميت بهاته الحرفة منذ ما يقرب من التسعة قرون ، طيلة هاته المدة كان الكتبيون مجاورين لهاته المنارة العلمية بكل حرفها المنقرضة والبائدة (من تجليد وتصنيف وغيرها) وكذلك لساحتها المشهورة عالميا … وبتتالي الحقب التي سيّرت المدينة منذ خروج فرنسا ازدهرت كل المهن والحرف المتعلقة بهاته الساحة التي توجت بالاعتراف بها كتراث انساني لا مادي ، باستثناء الاجدر بالدعم والتمكين وهي هاته التجارة التثقيفية والتعليمية … وهنا نستعرض الاشكالات التي يعاني منها هذا السوق وباعته ومعهم مرتاديه من المدينة بل ومن المغرب بأكمله وخارجه كذلك ، سأستعرضها حسب الاولويات :

1/الهشاشة المهنية ، حيث أن المزاولين الستة والعشرون لا يتوفرون على أية صفة مهنية تخول لهم الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية والحصول على القروض وتعويض الاطفال والمرض …..

2/الفضاء ، بحيث أن المطلب الأول والأوحد والذي يحمل كل الخير للمدينة ، هو إعادة السوق لساحة جامع لفنا أو محيطها ، وهو ما سيضفي جمالية وتنوعا لقلب المدينة خصوصا أن مشروع تنقيل المحطة الطرقية على الابواب مع ما ستعرفه باب دكالة من ركود . هاته النقطة محورية في مشروع السوق والحركة الثقافية بالمدينة والبلد عموما ، كما أن المشروعية التاريخية للكتاب تدعم هذا المطلب ، لارتباطه تاريخيا بقلب المدينة الحمراء

3/الحرمان من أبسط ضرورات العمل الكريم من ماء وكهرباء حيث أن الباعة يضطرون في قلب المدينة الواجهة إلى عبور مئت الامتار محملين بقناني المياه لملئها بالساقية الوحيدة في حي باب دكالة

4/الاعتراف القانوني والعقاري بالاكشاك وتأهيل السوق ، حيث أن وضعية القرار العاملي مع ما يرافقه في القرارات هو كسيف مسلط على رقاب الكتبيين

5/الدعم العمومي عن طريق مجلس المدينة ووزارة الثقافة ، عينيا بالوساطة مع دور النشر والموزعين وإقامة معارض وطنية ومحلية وبالمدارس ودور الثقافة والشباب ، وماديا في حالة الظروف الاستثنائية كما حصل بفترة الحجر الصحي حيث لم يستفيد كافة المزاولين من الدعم المادي ونحن نعرف المسؤوليات الأسرية التي يتحملها هؤلاء