آخر الأخبار

اللغة العربية في ظل المستجدات – 4 –

د بوشعيب منصر

عائقا لاستمرارية اللغة ، فإن اللغة الفصيحة هي الفيصل وهي الجامع بين العرب ، ويبقى تعدد اللهجات في الواحد سائدا دون إحداث خلل اللغة الأم . والتساؤل الذي يمكن الانتباه إليه ، هل العربية وحدها عالميا هي التي لها هذه المواصفات التعددية اللهجاتها ؟ فنيجيريا مثلا لها 400 لهجة ، وإثيوبيا 80 لهجة ، وجنوب إفريقيا 11 لهجة ولغة ، والهند 18 لغة ، أما الصين فلها عدد كبير من اللهجات المحلية 10 . شمولية اللغة وشيوعها : هي الذات الهوية ، وهي يرى ” جاك دريدا ” أن : ” اللغة هي الهواء الذي نتنفسه ” .. و ذكر ابن خلدون في مقدمته أن : ” اللغة التي تترجم ما في ضمائرنا من معان ” . وتتمثل أهمية اللغة في أن حدودها هي حدود العالم ، من ذلك ما وقع للشاعر العربي محمود درويش حينما أراد أن يسلبوه عالمه ، فقرر أن يكون وطنه هو حقيبة سفره ، وليس هناك خير من اللغة زادا لسفره هذا ، فاللغة الممثل لثقافة الأمة . أما أهمية اللغة العربية فهي أبرز ملامح ثقافتنا العربية ، وهي أكثر اللغات الإنسانية ارتباطا بالهوية ، لأنها صمدت 17 قرنا سجلا أمينا لحضارة أمتها في ازدهارها وانتكاستها . فإذا كانت الثقافة بعامة هي محور عملية التنمية البشرية ، فاللغة هي محور منظومة الثقافة بشكل أخص ، وإذا كانت عملية التنمية تهم الإنسان بالأساس ، فهذا الإنسان حیوان ناطق في جميع الواجهات بما فيها برمجة المعلوميات عن طريق الحواسيب التي لها ارتباط بالشبكة العنكبوتية ، والتي جعلت العالم قرية صغيرة ، بل غرفة ضيقة واضحة المعالم . ولا يجادل أحد في أن اللغة العربية من اللغات السامية الحية ، لذلك فهي قابلة للتطور الذي تخضع اله اللغات الحية بعامة . والذي تحتاجه العربية هو أن يعمل أهلها على رعايتها ، لتعم لغتهم أماكن أوسع مما عليه الآن ، فهم يعانون عدة مشاكل تتعلق باللغة العربية ، وذلك لقلة التمكن من معرفة ضوابطها كما كان الشأن عند السلف ، وأنهم يتعلمونها ويواجهون في تعلمها الصعاب ، وأنهم قد يعزفون عنها شاعرين ، أو غير شاعرين ، انسياقا مفهوم خاطئ ضال أن هذه اللغة قاصرة عن مواجهة الفكر الحديث . ثم أنهم مقصرون في تعلمها ، وهذا التقصير يعني أن وسائل التربية الحديثة وأن آليات التدريس ، لابد أن تكون غير ما درجت عليه هي