آخر الأخبار

الكلاب لا تنبح في وجه الضيف يا حكام الجزائر 

إدريس الأندلسي 

نسيتم كل الشيم  و تجاهلتم كل المبادىء  و تنكرتم لكرم الضيافة  و جحدتم خير من زودكم بالأكل  و المبيت  و السلاح.  لا زالت التسجيلات شاهدة على من أكرمكم  ومن اسكنكم بيته  و غامر بعطاءه لكي تصبحوا غزاة لبلد لم تكونوا أول من حرره.  الجزائر ولدت من  رحم مجاهدين تمت تصفيتهم على أيدي من عاش مطمئنا في وجدة المغربية  و استولى على الحكم بتواطىء مع فرنسا.  هذه الأخيرة تعرف حقيقة شبح سميتموه ” الأمير عبد القادر” و لم يكن أبدأ أميرا  و لا مجاهدا.  كان، كغيره من ناكري الجميل،  خديما مطيعا لفرنسا  و شاكرا لفضلها عليه  و على حريمه في قصوره الفرنسية.  و التاريخ أصله وثائق  و صور لهذا الافاق الذي كان خادما لفرنسا  و ساهم في توسع  استعمارها على حساب الإمبراطورية المغربية  التي اجزلت في كرمها عليه و التي كانت تهابها الامبراطوريات منذ القرن السابع عشر. 

 و فجأة ظهر بعض الخانعين لفرنسا بمظهر المجاهدين ليفرضوا على شعب الجزائر وصاية تجاوزت حكم العثمانيين و عدوانية الفرنسيين. مات الآلاف في جبال الاوراس  و قطف الخانعون  و المتطفلون على الثورة نتائج تضحيات شعب لم يعرفهم.  وصلوا إلى الحكم بوصاية،  تقاتلوا فيما بينهم إلى أن أصبح فرد منهم هيتلر زمانه . و أستمر الصراع بعد أن سيطر كابرانات فرنسا على الجزائر بقوة السلاح و القمع  و صناعة التعذيب  و السيطرة على الإقتصاد  و تجارة الريع  و القذف بالشعب إلى غياهب الذل  و الجوع  و الفقر. 

هكذا أصبحت الجزائر تلك الدولة التي أصبحت لا تستطيع  إنتاج  و طعامها  و لباس شعبها   و خدمات دنيا  لضمان أدنى مستويات العيش الكريم لشبابها. تحكمت طغمة  أو  لنقول اقلية في  دخل وطني يزيد على  100 مليار دولار  و زورت كل قوانين التجارة  و الإستثمار  و الصفقات. دخل أبناء الكابرانات كل مجالات الربح السريع بما فيها المخدرات  و تزويد الثكنات بالأكل  و الأشياء الأخرى. خرج الشعب إلى الشوارع مطالبا بحقوقه  فتفتحت شهية العسكر على العنف. تزايدت أجنحة مركز التعذيب المسمى بعنتر  و كثيرون يسمونه بعبلة.  الداخل إليه يلقى أشد التعذيب جنيرالا كان أو مواطنا.  خنق  و كي بالنار  و تعذيب بالسكاكين  و حرق للأماكن الحساسة،  هكذا توظف دولة الكابرانات الآلة القمعية في غياب تام للمتابعة الأوروبية.  و الويل و العار لبرلمان أوروبي يغلق كل المنافذ إلى الوعي  و التتبع لما يقع في بلد لا يعترفون بعدد شهداءه في غياهب سجونه. البرلمان الأوروبي  مسكون بالمصالح  و اللوبيات    ليس  بالمبادىء  المرتبطة بالحرية.  حقوق الإنسان. 

هذه الدولة التي تحكمها طغمة عسكرية لا يتم النظر إليها بمعايير حقوق الإنسان بل بمقياس الصفقات التي تستفيد منها الدول الأوروبية.  لا تحاول أن تفهم إن لم تحاول الدخول إلى بنك المعلومات الخاص بصفقات الجزائر  و المستفيدين منها. الملايير من الدولارات تبطل مفعول الكلام في البرلمان الأوروبي لأن الرشوة لها وقع على القرار. 

أوروبا “المحكومة ” بمبادئ حقوق الإنسان لم يصلها خبر تنفيذ حكم الإعدام خارج كل المحاكم في حق مواطنين مغربيين لمجرد تجاوزهما بأمتار حدودا قريبة من شاطىء السعيدية المغربي. فرنسا تكلمت عن الموضوع بخجل.  و تكلم شرفاء الجزائر بشجاعة  و تكلمت عائلات الضحايا بكثير من الألم  و الصبر.  و تكلمت آليات القمع العسكري الجزائري بلؤم و أمرت قضاة آخر الزمن بالحكم على الضحايا بأشد العقوبات لأن الأمواج  و الرياح لم تجر بما لا تشتهيه السفن.  لدي أحباب من الجزائر يستنكرون أفعال مجرمين من بلادهم  و ليس بوسعي إلا أن أشكركم على استنكارهم لجريمة همجية تم تصويرها و تعرف من خلالها العالم على همجية أبناء الإستعمار الذين يحكمون الجزائر اليوم.  يا أحرار الجزائر..كان الله في عونكم. فلتطمئنوا  ستتحكمون غدا في الطغاة  و ستعرفون أن بناء الأوطان من  الإيمان  و ليس من الطغيان.