آخر الأخبار

العلاقات المغربية الأمريكية

َفي الذكرى المائوية الثانية للعلاقات المغربية الامريكية تحل احدى القطع الحربية الامريكية الاكثر قوة وتطورا للمشاركة في مناورات مشتركة بحرية وجوية مع الجيش المغربي. الحدث له معنى خاص في الظروف الحالية، وياتي بعد تولي بايدن لرئاسة الولايات المتحدة، ويؤكد شيئا اساسيا لا ينتبه اليه الكثيرون ممن يعيشون على ما قراوه من كتابات شرقية متاثرة بالوضعيات في الشرق بتعقيداتها الخاصة وهو ان المغرب يقع في اقصى غرب العالم العربي وافريقيا ويرتبط بالغرب الاوروبي والامريكي بروابط متعددة ترسخت عبر التاريخ .
المغرب ينتمي مند زمن بعيد الى “المجموعة الامنية الاطلسية” La communauté de sécurité atlantique التي تجمع الامريكيين والاوروبيين الغربيين، و يتعلق الامر بمجموعة تتخطى اهميتها الاستراتيجية وروابطها الحلف الاطلسي كمنظومة عسكرية، تقوم على تضامن لا يلين رغم ما يطرا من خلافات بسبب اختلاف حسابات الدول، وتعتبر الولايات المتحدة راعيتها وضامنة استمرارها. وكان المغرب مند ازيد من قرن من الزمن قد استفاد على هذا النحو او ذاك من ادراج الولايات المتحدة له ضمن هذه المجموعة، بحيث كان اختيار الحماية بدل الاستعمار التقليدي، بعد مؤتمر الجزيرة الخضراء، ثم الوضعية الدولية لمدينة طنجة وصولا الى المطالبة بالاستقلال بعد مؤتمر انفا ولقاء السلطان محمد الخامس بالرئيس الامريكي روزفيلت من نتائج الادراج في هذه المجموعة، كذلك يذكر في هذا الاطار تدرج الموقف الامريكي نحو مساندة الوحدة الترابية للمغرب و الموقف الامريكي من نزاع جزيرة ليلى مع اسبانيا في وقت سابق الذي وضع حدا سريعا لعدوانية رئيس الحكومة الاسبانية انذاك اسنار…
مفهوم المجموعة الامنية الذي نحثه الباحث في العلاقات الدولية كارل دوتش له اهمية كبيرة في تحليل تصرفات الدول وبنائها لصرح تضامني لضمان استمرار السلم بينها ومواجهتها للتحديات المشتركة في مواجهة مجموعة اخرى او دول لها حسابات استراتيجية وجيوسياسية مختلفة او متعارضة، وللذكر فان دوتش اورد ان دخول اسبانيا الى هذه المجموعة والى الحلف الاطلسي كان مشروطا بعدم وجود اي مشاكل كبيرة مع كل من المغرب والمملكة المتحدة، وهذا ما لايمكن للذيبلوماسية الاسبانية ان تنساه، وهو ما ذكرها به باول، وزير خارجية بوش، اثناء ازمة جزيرة ليلى.
العلاقات التي تكون بهذا الحجم بين ذولتين وبهذا البعد الاستراتيجي تتطلب قراءة بعيدة عن الخفة وترديد الشعارات والابيات الشعرية ويجب النظر اليها في علاقة مع التاريخ والجغرافيا والمصالح والرهانات المستقبلية البعيدة المدى كي لا يتم اخطاء الطريق، ذلك اننا سنظل، ومصلحتنا في ذلك بينة، جزءا من المجموعة الامنية الاطلسية وستظل علاقاتنا بالاولوية مع الاتحاد الاوروبي وامريكا الشمالية.