آخر الأخبار

الخلل هنا بالتأكيد

بعد الاطلاع مليا في هذه القائمة، أظن أن لا مكان لديرار و تاعرابت و الكعبي و العربي و طنان في هذه القائمة، فهذا هو العبث بعينه.

لنكن موضوعيين و صرحاء أكثر لقد ضقنا درعا باختيارات هذا العجوز الذي أسيئ اختياره هو بنفسه و أصبحنا نحس بالاشمئزاز الكروي إلى حد الغثيان في كل معانيه.

لعدة اعتبارات و بدون عاطفة فالعمر الكروي لهم انقضى منذ مدة و حضورهم فوق أرضية الميدان أصبح يثير الشفقة و صار مصدر شؤم أكثر من أي وقت مضى.
اللاعب المنادى عليه يجب أن يلبي عدة شروط منها الاستعداد البدني و النفسي و التفوق الفني و الإلتزام التكتيكي، كما أن الحافز و الإرادة و التصميم لهم أيضا دور مهم في ملء استمارة الحصول على عضوية مستحقة داخل تشكيلة متنوعة الانتماءات و متعددة المشارب و مختلفة الأعمار.
الانتظارات القادمة و الاستحقاقات المستقبلية تفرض مجانبة المجاملات و تستوجب النأي عن العلاقات الثنائية و تتطلب الالتزام بالحياد و إعطاء الفرصة لمن يستحقها دون مزايدات أو مفاضلات.

فرجوعا لما سبق فالعامل البدني خصوصا ضد الفرق القوية في الالتحامات الجسدية سيكون مفصليا و بالتالي المقومات الجسدية و طول النفس عند المنتخبات التي تفضل الصراعات الهوائية و الأرضية و البحث عن الاحتكاكات هي من سيحسم في أحقية مشاركتهم في هذا النوع من المباريات و هو الذي سيفصل في قدرتهم على إتمام التسعين دقيقة.

فالتألق المناسباتي في بطولة متوسطة أو ضعيفة لا يعني أن المستوى الآني مرتفع و قد يشفع لإقتحام لائحة الأسود عن جدارة ، فكلنا يعي جيدا مستوى بطولة اليونان و تركيا و البرتغال و حتى فرنسا …هذه المسابقات الكروية بعينها لا تنتج لاعبين في المستوى الكبير، فقط بعضها يعتبر محطة أخيرة لنجوم آيلة للاعتزال تريد الهروب من الضغوطات و التأثيرات القوية التي تستلزمها نظيراتها الكبيرة، و البعض الأخر يستعملها قنطرة للاحتكاك و اكتساب الخبرة أو استعادة المستوى بعد طول غياب أو لاسترجاع الفورمة كما يقال.
نحن نتتبع ما يجري في البطولات الكبرى من مستوى مذهل يبصم عليه دوليونا في المسابقات المحلية أو القارية و نعترف بالأداء المبهر الذي يوقع عليه بشكل مسترسل أمثال حكيمي،زياش،سايس،اكرد،بونو،النصيري،مرابط الصغير…و نفتخر بتألقهم رفقة صفوة الأندية الاوروبية،و في نفس الوقت نحن نشاهد مستوى الآخرين في الخليج و في بطولتنا الوطنية و في المسابقات الافريقية،و بالتالي لا يغيب علينا أن من هؤلاء اللاعبين هناك من يستحق الإنضمام للنخبة الوطنية.
فلا أحد يجادل في أحقية الزنيتي و الحافيظي و رحيمي و جبران و هم الأربعة قد تألقوا في الشان الأخيرة و في البطولة الوطنية و في الكأسين القاريتين للأندية.

المنتخب ملك للجميع و المكان لمن يستحق سواء من يمارس محليا أو من يمارس خارجيا،و على الجهاز الفني الابتعاد عن الإملاءات الفوقية و التعليمات العليا و عن المحاباة و المجاملة لأن بهكذا أسلوب بقينا جاثمين في مكاننا منذ 1976 فظهرت من وراء هذا التاريخ منتخبات جديدة فازت بالكأس القارية غير ما مرة : نيجيريا،الكامرون ،الجزائر،تونس ساحل العاج، جنوب افريقيا،زامبيا،كما أنه بهذه المقاربة اجتررنا أذيال الخيبة في إقصائيات كأس العالم بعد مونديال فرنسا 1998 و خرجنا بخفي حنين في أربع مناسبات متتالية في الوقت الذي كرست أمم افريقية حضورها بشكل متوال كتونس، الكامرون،نيجيريا، ساحل العاج، غانا، السينغال…
ولا ندع أنفسنا ننسى تألق نيجيريا و الكامرون أولمبيا بحملهما للذهب تباعا في القرن الماضي بعدما كنا سباقين للحضور في هذا المحفل الدولي فجر الاستقلال، كما يجب ألا ننسى على أننا كنا أول من شارك في أول كأس العالم للشباب بتونس 1977 و بعدها لا إنجاز يضاهي نظرائنا بالقارة السمراء الذين حصدوا الذهب و الفضة و البرونز مرارا.
أتساءل دوما هل نحن فعلا من كبار القارة الأفريقية كرويا؟

نور الدين عقاني / برشيد