آخر الأخبار

الحكومة الغائبة

إدريس المغلشي

على اثر زلزال الجمعة الماضي 8 شتنبر والذي خلف وراءه ضحايا ومصابين ومكلومين ومشردين. تضامن مع هذه الكارثة العالم باسره حيث صدر قرار ملكي بتنكيس الأعلام والقيام بصلاة الغائب والحداد ثلاثة ايام جراء هذه الفاجعة.ومن أهم الملاحظات التي استأثرت باهتمام الجميع في مثل هذه الحالات قوة الهزة التي اصابت مناطق هشة بكل من شيشاوة والحوز وتارودانت ووارزازات وازيلال والمدينة العتيقة بمراكش .حيث خلفت ضحايا واضرارا مادية بل ان بعض الدواوير بالحوز ابيدت عن آخرها.نسجل الحضور القوي والنوعي لكل مكونات السلطة التي استطاعت بمجهودها الكبيرتقليل الخسائر رغم صعوبة التضاريس ووعورة المسالك لكن المطمئن ان يتعبأالمجتمع المدني وعموم المواطنين على شكل قوافل تطوعية محملة بافرشة وماء وتغذية ملتحقة بعين المكان من اجل مد يد العون للساكنة، والمغرب معهود في ابنائه الحضور القوي والإيجابي في مثل هذه النوازل. كما عرفت مراكز تحاقن الدم توافد العديد من المواطنين من اجل التبرع بالدم لانقاذ ما يمكن انقاذه.
في المقابل لم نسمع تدخلا للحكومة وغابت عن اللحظة المهمة في مسارها التدبيري كما غاب اعلامها الغارق في التفاهة ويبدو انه لايتقن سوى انشطةالعلب الليلية اما مايهم المواطن فتلك قصة اخرى تحتاج لتغيير جذري يصحح كثير من الأعطاب في مشهدنا السمعي البصري .لأننا لانقبل ان تغطى احداث بالوطن من قبل محطات دولية كمصادر للخبر .
ساد الصمت والغياب ولم نسجل تدخلالها في هذه الفاجعة وأتساءل مع الراي العام المتذمر منهااصلاهل نحن في دولة لاحكومة فيها ؟ بحيث لانجدهاإلا في سوء التدبير والزيادة في الأسعار وقهر المواطن لم نسمع لها خطابا رسميا يواسي العائلات ولم نعاين مبادرات إنسانية تلتحق بالمناطق المنكوبة. هذه الوضعيةالشاذة تستفز المشاعروتؤكد بالملموس أننا امام حكومةفاشلةبكل المقاييس وغائبة عن الإجماع الوطني.الكل معبأ إلا عناصر هذه الحكومة التي لانكاد نضبط اسماء مكوناتها،فالنكرة فيهامعذورلكن اين هو الناطق الرسمي الذي يتقن “تخراج العينين “بلافائدة اين الإبن المدلل لأخنوش صاحب الخرجات الدونكيشوتية التي تشبه في صورتها قرع الطبول في مملكة العميان .الكل اقر بفشله من خلال غيابه وصمته بل وتواطئه وتورطه .مسؤولون لايتقنون سوى ملاحم عنتريةفارغة من الكلام الذي لااثر له في الواقع ، اما ما يفيد الناس من خلال مبادرات استباقية وتسجيل مواقف نبيلة اتجاه السكان فيبدو ان المجتمع المدني وسع الفارق وفضح ميكانيزمات عمل هذه الحكومة المعطوبة . والتي يقتضي وضعها الحالي تقديم استقالتها وهي افضل طريقة من اجل حفظ ماء الوجه. من موقع المسؤولية إذا لم يفرض عليك الواجب في مثل هذه المواقف زيارة المناطق المنكوبة فمتى ستزورها ؟
يبدو أنهم لايزوروننا إلا في زمن محدد، الكل يعرفه لكن الأمر يقتضي فيه الحساب لمعاقبة الفشلة، حتى لاتتكرر المآسي .