آخر الأخبار

الإساءة و الإحسان في حق من حكم مراكش – 4 –

وحدث أن رجلا من قبيلة كدالة من تخوم الصحراء ، وهو عزيز قومه ووجيه أمته والأمر يتعلق بحیی بن إبراهيم الكدالي الذي تولى أمر صنهاجة بعد وفاة أبيه أبي عبد الله بن تافاوت ، إذ خرج هذا الرجل من كدالة متجها نحو بيت الله الحرام بمكة المكرمة المادية فريضة البوح واثناء رجوعه إلى بلاده وأهله ، غون في طريقه على مدينة القيروان العامري وحط الرحال بها الاستراحة والاستجمام والتخلص من العاب السفر فوجاء بمسجدها | الأعضو حركة علمية هائلة و أنشطة فكرية قيمة فأعجب كثيرا بحلقة ابي عمران التي كانت تحظى بقبول متميز من طرف الطلبة والمهتمين ، فواظب يحيى على الحضور للاستماع إلى هذه الدروس طيلة إقامته بمدينة القيروان ، وتعرف الشيخ علی سید صنهاجة وما تلك هذه القبيلة من أهمية في جميع المجالات وبخاصة البشرية والجغرافية والاقتصادية . نشأت بين الرجلين علاقة ود واحترام ، اطلع من خلالها يحيى عن الأسباب التي أرغمت أبا عمران على مغادرة بلاده وترك أهله وذويه بفاس ، والعيش في بلاد الغربة ، فرق الحاله ووعده بأنه سينظر بجد في رفع الظلم عن مسلمي تلك المناطق وما لحقهم من جور على يد قيلة مغراوة الظالمة وحكامها . وقبل أن يودع يحيى الشيخ أبا عمران طلب منه أن يرسل معه من طلبته من يفقه أهل كدالة في أمور دينهم ويدرس كتاب الله وينفذ سنة نبيه فاستجاب الشيخ لطلبه وأرسل معه كتابة إلى تلميذه الشيخ وجاج بن زلو الموجود ببلاد السوس من أرض المغرب الأقصى . وكان نص الرسالة كالاتي كما جاء عند صاحب الحلال الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد فإذا وصلك حامل كتابي هذا وهو يحي بن إبراهيم الكدالي فابعث معا ، من طلبتك من تثق بعلمه ودينه وورعه وحسن سياسته ليقرئهم القرآن ويعلمهم شرائع الإسلام ويفقههم في دين الله ولك وله في ذلك الثواب والأجر العظيم والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.