آخر الأخبار

الإساءة والإحسان في حق من حكم مراكش-14-

– الأحياء المراكشية الأولى :

1- حي المخزن :

أول حي بني بمراكش هو حي المخزن والذي يضم قصرا صغيرا أطلق عليه ” قصر الحجر ” وهو مخصص لسكني الأمير يوسف بن تاشفين وبجانبه مسجد عظيم شارك في بنائه الأمير بنفسه وذلك بحمل الطوب المصنوع من التراب والمقوى بالجير على المعلمين إسوة بما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء بناء المسجد النبوي بالمدينة المنورة ، كما شيد غير بعيد من المكان وتحت الأرض مخزنا عظيما شاسعا يتضمن أروقة التخزين المواد والسلع التي كانت في حوزة الدولة لكي لا تتأثر بأحوال الطبيعة
وتقلباتها . ونظرا لكثرة المواد وتنوعها جعل لكل مادة رواقا خاصا بها ، وعلى كل رواق أمين يشرف على عملية التخزين ، وعملية خروج السلع ودخولها كما يرفع تقريرا عن كل العمليات التي تم داخل الرواق الذي يقع تحت مراقبته ، للأمين العام للمخزن الذي يخبر بدوره الأمير يوسف بالوضعية العامة لهذا المكان الهام للدولة ، فالأوامر تصدر الأمناء المخزن ، فكانت تستجاب وتنفذ على الفور ، من هنا جاءت كلمة المخزن والتي أصبحت في ما بعد عند المغاربة تعني السلطة والحكم . وبجوار هذا المخزن شید دیوان أميري خصص لإقامة الفقهاء ورجال الدين الذين كانوا يصدرون الفتاوي الشرعية في كل ما كانت تقوم به الدولة من أعمال ، أو تنوي القيام به حتى تسبغ عليه الشرعية الدينية ، ولا يكون مخالفا لأوامر الشريعة الإسلامية . كما كان في نفس هذا الحي مكان خاص بالحرس وقائد الشرطة التي تسهر على أمن السكان بشكل عام . وهذا الحي تم تدميره من طرف عبد المؤمن بن علي عند قيام دولة الموحدين والاستيلاء على مراكش سنة 541 ھ ولا تزال آثاره شاهدة حتى الآن بجوار مسجد الكتبيين . الكومي
2 حي هيلانة

حي هينة الذي كانت يسكنه بعض من قبيلة هيلانة وكان السكان يقيمون تحت خيام من شعر الإبل وكان الحي شاسعا .
3- حي الدباغين

غير بعيد عن حي هيلانة أحدث حي الدباغين الذي كانت به دور من طوب وخيام من شعر الإبل ومصانع للدباغة وصناعة الجلود .
4- حي حارة الصورة

” حارة الصورة ” حي مرابطي لا ريب في ذلك وأما ما يروى عنه فكثير ، لكن المصادر غير موثوق بها ، والثابت أنه كانت به يهودية تتعاطى للخياطة والطرز واستعمال المساحيق التجميل النساء ، وكانت تتردد عليها تميمة بنت الأمير يوسف إبان حكم علي
5- حي أسول

نجد حيا آخر شاسعا ومترامي الأطراف بني في ذلك العهد إنه حي أسول ، والذي كان يضم كثيرا من الدور والمنازل الفخمة . وكانت به فنادق يلجأ إليها الوافدون على المدينة من أجل التجارة ، والإقامة أما الساحة التي تقع بجواره والتي كان بها باب تغزوت فجل سكانها من أهل الخيام .
6- حي القصور

من الأحياء القديمة حي سكني آخر کبير يعود إلى العهد المرابطي وهو حي القصور ، وكان يسكنه خيرة القوم من فقهاء وعلماء وكبار التجار ورجالات الدولة وكانت به دور عظيمة ورياضات فسيحة وثمينة لقربها من حي المخزن وقد أدخلت تحسينات على هذا الحي عبر العصور إلا في عصر بني مرين كما سيأتي ذكر ذلك إن شاء الله تعالی
7- حي رياض العروس

أما حي رياض العروس فهو مرابطی كذلك ، يتميز بكثرة مياهه وأشجار المثمرة ذات الفواكه المختلفة والأثمار المتنوعة وأغراسه اليانعة وأدواته الباسقة ذات القطوف الدانية والفواكه المختلفة ، ويقرب هذا الحي من حي الأسواق أو السوق الكبير والذي لم يكن على ما هو عليه الآن .