آخر الأخبار

اعطاب التفاوض

إدريس المغلشي 

من معضلات التفاوض الحالي اننا لم نعد نضبط تسلسل الاحداث بل كثرة اللقاءات جعلتنا ننسى .أين انتهينا ومن اين نبدأ ؟ فعلا ماساة ان تعيش تقطعات فكرية في تدبير مسلسل تفاوضي دون ان نوثق لأحداثه بمايضمن اتفاقاتنا ويجعلها منسجمة .اتفهم مشكلة التواصل مع حكومة دخلت الطريق السيار بدون نقابات تاركة لها طريق ثانوية وعرة بحواجز وعراقيل كثيرة .لكن التنسيقيات بنضالها الميداني استطاعت ان توقف زحف حكومة اتت على الأخضر واليابس وتمكنت من جعلها تجلس مرغمة مع نقابات لاوجود لمشترك بينها . واصبحنا امام وضعية مشكلة .نضال في الساحة تقوده التنسيقيات ونقابات تلعب دور الوساطة بدون ضمانات .
فرغم مانشاهده من ارتفاع وتيرة الاحتجاج في الساحة التعليمية لم نعاين في المقابل نتائج توازي هذا الزخم النضالي وقبل رصد مواطن الخلل لابد ان اشير الى معطى اساسي ظهر كنتيجة لهذه المعادلة المختلة .ان هذه الحكومة لاعلاقة لها بالبعد الاجتماعي فهي تركيبة من اللصوص والانتهازيين جاءت لتقضي على ماتبقى من امل للطبقة المتوسطة بعدما دشنت الحكومات السابقة زمنا من القهر والغصب.فمن كان مشاركا سابقا في التدبير الحكومي لاحق له في التحلل من الماضي لانه شكل بوعي او بدونه مدخلا اساسيا لما نراه اليوم من تراجعات كارثية والتاريخ لن ينس كل هذه التعسفات التي سجلت استهدافا مباشرا للقدرة الشرائية. كما نسجل كثير من الملاحظات في حقها التي لم تستثمر بالشكل الكافي مقومات النجاح ، اولا هذه الحكومة عديمة الكفاءة اضاعت زمن مدرسي مهم ومفصلي في مستهل موسم دراسي ينطلق بشعار الإصلاح ففشلت في اول خطوة و تتحمل فيها كامل المسؤولية لا تؤمن الا بضغط الشارع وبالتالي ما جعلها تجلس لطاولة الحوار هو مفعول الاحتجاجات وليس رسائل هنا ولا بيانات هناك.
السؤال الذي يطرح نفسه لماذا سارعت بتوقيع نظام غير متوافق حوله ؟ ثانيا الم تكن تترصد تمرير قانون تراجعي بكلفة صفر درهم وتتبجح بارادة الاصلاح .
ان اطراف الحوار تعيش اشكالية منهجية في تدبير زمن التفاوض وهو امر تفسره خلاصات اللقاءات التي تخرج للعلن بدون نتائج عمليةوبدون محاضر توثق للحظة التفاوض. استغرب كيف تعقد اللقاءات ونخرج للعلن لنقول سنعقد لقاء آخر . وهو امر يفيد احتمالين . ادعاء ان النظام الاساسي محفز وموحد كلام لاقيمة له ويبدو ان من طبلوا له قد اصبحوا في وضعية مثيرة للشفقة والان هم خارج التاريخ وفي حالة شرود بالمقارنة مع نضال الساحة .ثانيا علينا ان نفرق بين امرين أساسين مراجعة شاملة وجوهرية للنظام الاساسي بالمداخل التالية : ادماج اطر الاكاديمية مع حل الملفات العالقة وحذف العقوبات وتعميم التعويضات على المهام مع ادراج درجة جديدة . وبين الزيادة في الاجور كحق مكتسب لجميع القطاعات بمافيها التعليم . اختلطت الاولويات وبدا محضر10دجنبر كأنه طعم القي في ساحة النضال هدفه الأساس تشتيت الساحة النضالية وايقاف جذوتها باعتبار الاتفاق الاخير حقق اهدافها والحال اننا لازلنا لم نناقش الاصل وسبب هذا الاحتقان وهو بالاساس النظام الاساسي .
ان الحكومة لم تكن مستعدة لهذه المطالب وبالتالي فهي مؤسسة تقوم على العشوائية والارتجالية ويجب ان نشكر التنسيقيات ونشكرالحكومة ايضا لانها قدمت للساحة خدمة جليلة في توحيدها وجعلتها اكثرقوة بل لواتحد المجتمع المدني بكامله في قضايا اخرى لتم انتزاع مطالب اخرى كارجاع عائدات المحروقات مع تسقيف ثمنها وتخفيض اثمنة بعض المواد الاساسية وغيرها من المجالات الاخرى ، باقي العاطي يعطي .