آخر الأخبار

إدانة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة

أدان بيان المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الانسان، الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة
و أدانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بأقوى العبارات صمت المنتظم الدولي ومشاركة الدول الإمبريالية وتواطؤ جل الأنظمة العربية والمغاربية، بشأن ما يرتكبه الكيان الصهيوني المحتل من مجازر ومن إبادة جماعية في حق الشعب الفلسطيني .

وأشار البيان الحقوقي الى أن يوم 02 نونبر 2023، حلت الذكرى 106 لصدور وعد بلفور المشؤوم، الذي بموجبه منحت بريطانيا أرض فلسطين للحركة الصهيونية العنصرية لإقامة دولة الاحتلال الصهيوني، من خلال تسليح العصابات الصهيونية الإرهابية، لتهجير الشعب الفلسطيني من دياره و مدنه و قراه و حقوله، ففي ظل هذه الذكرى سيئة الذكر، يواصل الكيان الصهيوني العنصري ارتكاب المزيد من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم العدوان الدموي المدمر في حق الشعب الفلسطيني، في ظل صمت المنتظم الدولي ممثلا في هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها وخاصة مجلس الأمن، حيث لم يسبق لأية حرب في التاريخ المعاصر أن شهدت فظائع وجرائم التطهير العرقي، والتهجير القسري، والقتل الجماعي، وقصف المنازل بدون سابق إنذار للقاطنين/ات بها، وتدمير البنى التحتية، والمنشآت المدنية من مستشفيات ومدارس ومخابز، واستهداف الأطقم الطبية، وأطقم الإسعاف، والصحفيين والعائلات كثيرة العدد، وقطع الماء الكهرباء و الدواء و كل وسائل العيش، وحجب وسائل التواصل الاجتماعي، ومنع مرور قوافل الدعم والإغاثة وخاصة منع دخول المواد الأساسية للعيش من غذاء و دواء ومحروقات….، كما تشهد هذه الحرب المجنونة على قطاع غزة من قبل المركب الصهيوني والإمبريالي بقيادة الإدارة الأمريكية، حيث تستعمل قوات الاحتلال الصهيوني/ الأمريكي قنابل لم تكن معروفة في مختلف الحروب السابقة، تحدث دخانا داكنا يحجب الرؤية ودمارا قويا يأتي على الأخضر واليابس، كما تستعمل الفسفور الأبيض المحرم دوليا، في حق مدنيين عزل محاصرين في بقعة لا تتجاوز مساحتها 365 كلم مربع، تعرف بأنها ذات أعلى كثافة سكانية في العالم، حيث يقطنها حوالي 2 مليون و200 ألف نسمة، علما أنها ظلت محاصرة بشكل جزئي منذ 2007، وبشكل شامل منذ 7 أكتوبر الماضي.
● ولحد تحرير هذا البيان، فقد استشهد وأصيب وفقد الآلاف من الفلسطينيين/ات أغلبهم/ن أطفال ونساء، كما تم تدمير أحياء سكنية بشكل كلي، في إطار مخطط ممنهج وجاهز سلفا، لمسح قطاع غزة وساكنتها من الوجود، وذلك في ظل صمت بل تواطؤ جل الأنظمة العربية، وخاصة الأنظمة المطبعة مع الكيان الصهيوني، وضمنها النظام المصري الذي يخضع للأوامر الصهيونية والأمريكية بعدم فتح ممر رفح – إلا بشكل جزئي في الآونة الأخيرة – وهو الممر الوحيد لقطاع غزة للتواصل مع العالم الخارجي، بعد أن أطبق الكيان الصهيوني الحصار برا وبحرا وجوا على القطاع، من جهات الشمال والشرق والغرب/البحر، وهو ما يؤدي إلى حرمان سكانه من أدنى شروط الحياة، وفي المقابل يتلقى القطاع، بشكل متواصل و بدون توقف، آلاف الأطنان من مختلف أنواع القنابل التي تجاوزت في قوتها وكتلتها، بكثير، ما تم تفريغه في ناكازاكي وهيروشيما من طرف أمريكا في الحرب العالمية الثانية.
لقد كشفت هذه الحرب على غزة، أن إدارة الولايات المتحدة الأمريكية انتقلت من الدعم السياسي والمالي والعسكري للكيان الصهيوني إلى المشاركة الفعلية في إبادة سكان قطاع غزة، من خلال مشاركة جنود المارينز في اجتماعات مجلس الحرب الصهيوني المصغر “الكابنيت”، الذي يدير مجريات الحرب الصهيونية على قطاع غزة، مع إصرار دول الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا وإيطاليا على مواصلة إعطاء الضوء الأخضر للكيان الصهيوني المحتل للاستمرار في عدوانه على سكان قطاع غزة، بدعوى “حق” الكيان المحتل في الدفاع عن النفس، وهو ما يتجلى في عرقلة اتخاذ أي قرار لمجلس الأمن يخص الدعوة إلى وقف إطلاق النار لتسهيل إدخال أطقم الإغاثة والإعانات الدولية، ويبقى همها الوحيد هو عودة الأسرى الموجودين لدى المقاومة الفلسطينية، دون إيلاء أدنى اهتمام لتقتيل آلاف المدنيين الفلسطينيين بشكل يومي ولآلاف الأسرى الفلسطينيين الموجودين في ظروف سيئة وصعبة في سجون الكيان الصهيوني.
لقد بلغ عدد الشهداء والشهيدات في قطاع غزة، إلى حدود كتابة هذا البيان، ما مجموعه 9770، منهم 70% أطفال ونساء، كما بلغ عدد شهداء الأطقم الطبية ما لا يقل عن 132 وعدد المصابين/ات أزيد من 26000، وعدد الضحايا تحت الأنقاض أزيد من 3000، منهم أكثر من 1300 طفل(ة)، يضاف إلى ذلك حوالي 380 شهيدا وشهيدة في الضفة الغربية، فضلا عن اعتقال واختطاف قوات الاحتلال لعشرات الفلسطينيين/ات من الضفة الغربية و القدس المحتلة .
وقد لجأ الكيان الصهيوني إلى ارتكاب الجزء الكبير من جرائمه في جنح الليل مع استهداف محيطات المستشفيات والمخيمات المكتظة بالسكان، ما أدى إلى ارتفاع عدد ضحايا مجازر الكيان الصهيوني، فعلى سبيل الذكر لا الحصر، سقط في مخيم جباليا وحده أكثر من 400 شهيد(ة) دفعة واحدة، دون احتساب المفقودين تحت الأنقاض.
وأمام هذه الفظائع والجرائم، لم تُقِر، بعد، المحكمة الجنائية الدولية ومنظمات الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان بأن هذه الجرائم هي جرائم حرب طبقا للقانون الدولي، ما يشجع الكيان الصهيوني على الاستمرار في اقتراف جرائمه بدون أية مساءلة، كما لو أنه فوق القانون الدولي ومنفلت من العقاب.
أمام هذه الجرائم التي يقترفها الكيان الصهيوني المحتل بشراكة، مباشرة أو غير مباشرة، مع دول الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا وإيطاليا وغيرها، وعلى مدار الساعة، ليلا ونهارا، وبدون توقف، يعبر المكتب المركزي للرأي العام الوطني والإقليمي والدولي، في بيانه رقم 3 منذ بدء العدوان على قطاع غزة يوم 7 أكتوبر الماضي، عما يلي:
– يتقدم بأحر التعازي لعوائل الضحايا في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة وجنوب لبنان ويتمنى الشفاء للمصابين/ات؛
– يحيي المقاومة الفلسطينية الباسلة بجميع فصائلها، معبرا عن دعم الجمعية التام، بكل الوسائل الممكنة، للكفاح المشروع للشعب الفلسطيني من أجل دحر الاحتلال الصهيوني الغاشم، كما يحيي فصائل المقاومة في كل من لبنان والعراق وسوريا واليمن لدعمها المسلح للمقاومة الفلسطينية؛
– يدين، بأقوى العبارات، صمت المنتظم الدولي وتواطؤ الأنظمة العربية والمغاربية، ويطالب بقطع العلاقات بين الدول المطبعة والكيان الصهيوني المحتل؛
– يشجب تصرف النظام المصري الذي يتمادى في إغلاق ممر رفح كمنفذ وحيد للدخول لقطاع غزة والخروج منه، للمساهمة في إحداث ثقب في جدار الحصار الشامل على قطاع غزة؛
– يحيي، مبتهجا، كل الدول التي قطعت علاقاتها مع الكيان الصهيوني العنصري وكذلك تلك التي استدعت سفراءها في الكيان المحتل للتشاور؛
– يهيب بكل الهيئات والمنظمات الدولية الإنسانية القيام بدورها الإنساني في دعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المنكوب، وفي مقدمتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ” الأونوروا ” ، واليونيسيف والمطالبة بإسقاط الحصار الشامل على قطاع غزة والسماح بإدخال المساعدات، من غذاء ودواء وماء و كهرباء وكل ما يحتاج إليه 2 مليون و200 ألف من السكان الذين يتعرضون للتقتيل والتجويع والتطهير العرقي؛
– يحيي جميع شعوب العالم المنتفضة ضد الغطرسة الصهيونية بما في ذلك في قلب عواصم الدول الإمبريالية الداعمة للكيان الصهيوني، كما يتوجه بالتحية للشعب المغربي بكل قواه الحية والديمقراطية، الذي يعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية، على خروجه اليومي في جميع المدن المغربية دعما للشعب الفلسطيني.
– يهيب بكل القوى الحية والديمقراطية المغربية الاستمرار في التعبئة الدائمة والقوية للمزيد من مناصرة الشعب الفلسطيني حتى يتم إسقاط التطبيع المخزني مع الكيان الصهيوني وقطع العلاقات معه بصفة نهائية و دائمة، وتوقيف القصف والقتل اليومي للمدنيين العزل، ورفع الحصار الجائر على قطاع غزة، وتقديم قادة الاحتلال الصهيوني الجناة إلى المحكمة الجنائية الدولة، لمحاكمتهم على كل الجرائم التي اقترفوها في حق الشعب الفلسطيني، وحتى تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني، وبناء الشعب الفلسطيني لدولته الديمقراطية المستقلة على كامل تراب فلسطين من البحر إلى النهر وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين/ات الفلسطينيين/ات إلى بلدهم.