آخر الأخبار

أكاديمية مراكش آسفي وامتحانات العور والعاروالعورة  

العبث والاستهتار والفوضى العارمة ،والتلاعب بمصائر الأجيال ،والألقاب غير الموطنة والمستحقة ،أشباه المدراء وما هم كذلك، ومسخ المفتشين ومن يحسبون أنفسهم مؤطرين ،وماهم كذلك ،كلها عناوين وصفات تصف ما وقع وتعنونه بمانشيطات كبرى في الصفحات الأولى من جرائد الأصدقاء قبل الأعداء ،ما الذي طرأ لتخرج نسخة امتحانات مادة اللغة الفرنسية بذلك الشكل الفاضح والمعيب والمشين :نصان سرديان في نص سردي واحد ،أو تذييل نص “آخر يوم في حياة محكوم بالإعدام “،بسطرين من رواية “علبة العجائب ” . لنوضح للرأي العام وللأسر المغربية التي تتابع فلذات أكبادها عن كثب ،وتضحي بكل ما تملك وما لا تملك نحن الذين خبرنا دهاليز التعليم وكهوفه المظلمة ،أن العملية في مجملها ترتبط بعمليتين اثنتين لا ثالث لهما :إنها عملية النسخ واللصق ،وهنا تظهر قمة نذالة كل القنوات التي مر عبرها هذا الامتحان إلى أن وصل إلى القاعات ،كيف لا تكلف الجهة المشرفة نفسها عناء الكتابة بمعايير معتمدة من حيث الحجم والخط والمساحة بين الأسطر ،وبالتالي ما دور الأكاديمية ومديرها في العملية برمتها أمام ضخامة التعويضات عن إشراف غير مستحق ،إن المسؤولية تقع وتحملها كاملة  على عاتق مدير الأكاديمية ومن يحيط به من مفتشي المادة المشرفين على الامتحانات .هل يتم التعامل مع امتحانات إشهادية بهذا المستوى من اللامبالاة ،إنها امتحانات السكارى والحشاشين والمصابين بالحول والعور في عقولهم قبل أعينهم .

إن ما وقع يقتضي من المجتمع بأكمله مقاضاة الدولة ووزارة التربية والتعليم ،وكل الذين يتحملون مسؤوليات ليسوا بأهل لها ،ويسترخصون مجهودات التلاميذ والتلميذات ،هل يعقل أن يحاسب أستاذ وتلميذ ،وتنزل بهما أقصى العقوبات التأديبية ،ويستثنى من المحاسبة من يتلاعبون في وقت الجد ،ويمزجزن ويخلطون كأن الامتحانات كؤوس نبيذ أوقواقيز صهباء .

هل يملك مدير الأكاديمية الجرأة الكافية ليحدث الرأي العام في بيان صحفي عن قنوات الامتحانات من الأساتذة داخل أقسامهم مرورا بالمدارس داخل المقاطعات التربوية ،عبر المديريات وصولا إلى الأكاديميات ،أم أن الأساتذة حرموا بجرة قلم طائش من حقهم في وضع اقتراحات الامتحانات ،وهبط امتحان الفرنسية وحيا هجينا من إحدى آلهة الخمور وهي في حالة من العربدة والسكر الطافح . هل يعرف المشرفون وفي مقدمتهم مدير أكاديميتهم ،ونحن مقبلون على الجهوية الموسعة مدى الضرر والارتباك الذي أحدثوه في نفوس التلاميذ وفي أجواء القاعات من إرباك وارتباك نتيجة للغط الداخلين والخارجين ،أفي هذه الأجواء تمر الامتحانات الإشهادية أو حتى العادية ،أين هي الشروط التربوية الملائمة والمسعفة ،لا شيء من كل ذلك قد حصل ،الواقع الحقيقي هو منظومة تربوية فاشلة من مسؤولين أكثر فشلا ،منظومة تربوية تقدم في أسئلتها اقتراحات لا يمكن أن يتم الإجماع حول تخطيئ التلميذ في اختيار إحداها .إن امتحان الفرنسية وبالطريقة التي قدم بها يفتقر إلى الجدية المفروض توفرها ،والحلول التي اقترحت في القاعات بشطب السطرين الأخيرين حلول ترقيعية اعتقد معها المسؤولون أنه حافظت على نضارة وجوههم ،إنها على العكس من ذلك قد نقعتهم في مستنقع الخزي والعار والفضيحة ،ومن الفروض أن تعطى في بلد الأوامر والتعليمات الفوقية لامتحان هو الآخر فوقي توجيهات مفادها الأخذ بعين الاعتبار هذا الاختلال الذي لا ذنب للممتحنين فيه لا من قريب ولا من بعيد ،حتى لا تنضاف فضائح الامتحان لفضائح التصحيح .

غيور