آخر الأخبار

أدبيات الزاوية النظيفية التيجانية لمحمد الرحماني ـ 7 ـ

الخلاصة:

يُبرز هذا الكتاب ثقافة المؤلّف الواسعة وإحاطته بتاريخ المغرب العربي في عصر التجاني والنظيفي، وأحواله الاجتماعية والتربوية، وظروفه السياسية والدولية. كما تتجلى فيه إحاطة المؤلف بالمناهج النقدية في قراءة النصوص.

ولا بُدّ لنا من الإشارة الى أن العصر الذي عاش فيه النظيفي هو ما يُسمى بعصر الجمود أو الانحطاط في تاريخ الحضارة العربية ويبدأ بعد سقوط بغداد على يد المغول سنة 656هـ / 1258م . ويتميز هذا العصر بانحطاط التعليم، وتخلف الثقافة، وتضاؤل الإبداع، وانتشار حكومات الطوائف وتناحرها، وانتشار الفقر، وتفشي المجاعات والأوبئة، وخضوع العرب للاستعمار المباشر أو غير المباشر.

وفي عصر الانحطاط هذا، تضاءل الإبداع بين الكتاب، وصارت كتاباتهم مجرد اجترار للكتب السابقة أو شروح لها، أو تعليق عليها، أو نظمها لأغراض تعليمية. ولما كان إنتاج النظيفي الأدبي، يتوخى تعليم السالكين في الطريقة التجانية النظيفية، العقيدةَ الإسلاميةَ، وفقهها، وعلوم اللغة العربية، والمنطق، وآداب التصوف، فإنه شرحَ تلك المعارف لطلابه وأتباعه نثراً أو نظماً، على غرار ثقافة العصر الذي عاش فيه. ولكنه يختلف عن إنتاج غيره من حيث الدرجة لا النوع، فهو أرقى بفضل قدرات النظيفي الذاتية وخلفيته الثقافية. واستطاع مؤلف الكتاب، بفضل تحليله الجيد لبنية نصوص النظيفي الشعرية والنثرية، أن يبرز بعض الإلماع الإبداعي فيها.

يمكن القول إن النظيفي كان يتفاعل، في إنتاجه الأدبي، مع أحداث عصره السياسية والاجتماعية. ولكن معظم شعر النظيفي ونثره مكرّس لتعليم طلابه وأتباعه العقيدةَ الإسلامية، وفقهها، وآدابها، وتراثها، ممثلة في الطريقة التجانية، وكذلك علوم اللغة العربية التي تساعد على استيعاب القعيدة الإسلامية. وهكذا يكون للنظيفي دور ملحوظ في نشر الطريقة التجانية خارج المغرب والجزائر، بفضل كثرة مؤلفاته، إذا ما علمنا أن التجاني كان قليل التأليف. وطباعة جميع كتب النظيفي في مصر، يفسّر لنا أنتشار الطريقة التجانية في مصر وما جاورها من البلاد.