آخر الأخبار

هل يُعاقَبه لأنه تألّق؟ قضية أشرف حكيمي تعود للواجهة من جديد!

في خطوة مثيرة للدهشة، طالبت النيابة العامة بمدينة نانتير الفرنسية، يوم الجمعة، بإحالة النجم المغربي أشرف حكيمي إلى محكمة جنائية، بتهمة “الاغتصاب”، على خلفية شكاية تعود إلى سنة 2023.

اللاعب ينفي التهمة جملةً وتفصيلًا، لكنّ الملف أُعيد إلى قاضي التحقيق، الذي بات مطالبًا باتخاذ قرار نهائي بشأن الإحالة.

المفارقة أن هذا التطور الجديد يأتي في لحظة يتألق فيها حكيمي، رياضيًّا وشخصيًّا، ما يطرح علامات استفهام مقلقة حول التوقيت والدوافع.

تفاصيل القضية… بين الاتهام والنفي

القضية تعود إلى شهر مارس من العام الماضي، حين تم وضع اللاعب تحت الرقابة القضائية بعد ادعاء شابة تبلغ من العمر 24 عامًا تعرضها للاغتصاب داخل منزله. الشابة كانت قد تواصلت مع حكيمي عبر “إنستغرام”، وذهبت إلى منزله بسيارة خاصة أرسلها لها، قبل أن تتهمه بالتعدي عليها جنسيًّا.

أشرف حكيمي أنكر كل ما نُسب إليه، متمسكًا ببراءته، بينما محاميته، فاني كولان، اعتبرت طلب النيابة “غير منطقي ولا يستند إلى أدلة مقنعة”، مضيفة: “نحن مطمئنون تمامًا، وإذا تم المضي قدمًا بهذه الطلبات، فسنلجأ إلى كل الوسائل القانونية للطعن”.

قضية أم تصفية؟ لماذا الآن؟

السؤال الكبير الذي يطرحه الجميع: لماذا الآن؟ لماذا في هذه اللحظة التي يعيش فيها حكيمي أوج عطائه، ويُصنَّف ضمن أفضل لاعبي العالم في مركزه، بل ويُذكر اسمه ضمن المرشحين المحتملين للكرة الذهبية؟

هل أصبح النجم المغربي أكبر من أن يُحتمل داخل منظومة كروية لا تقبل ببروز لاعب عربي مسلم في هذه المكانة؟ هل هناك من يسعى لتحطيمه نفسيًّا وعرقلة مسيرته، فقط لأنه تجرأ على أن ينجح؟

هل يُراد له أن يبقى سجين باريس؟

التسريبات الإعلامية لم تستبعد أن يكون هناك ضغط خفي لثني حكيمي عن مغادرة باريس سان جيرمان، خصوصًا في ظل الأنباء المتواترة عن رغبته في خوض تجربة جديدة بعيدًا عن الأجواء الباريسية. فهل أصبحت “القضية” أداة ابتزاز ناعمة، لإبقاء اللاعب في موقع محدد، وعدم السماح له بكسر السقف المرسوم له مسبقًا؟

هجمة منظمة أم صدفة قضائية؟

العدالة يجب أن تُحترم، لكن لا يمكن تجاهل السياق الإعلامي والسياسي المحيط بالقضية. فكلما اقترب حكيمي من القمم، عادت القضية للواجهة! كلما زادت شعبيته وتألّقه، طُرحت التساؤلات من جديد.

من المستفيد من تشويه صورته؟ من المتضرر من صعوده السريع؟ ولماذا لا تُعامل قضيته كباقي القضايا المشابهة، بقدر من التوازن والهدوء؟

عندما يُحارب النجاح

أشرف حكيمي ليس مجرد لاعب كرة قدم. هو قصة نجاح مغربي عربي عالمي، خرج من الهامش ليُصبح أحد رموز الجيل الجديد. ولأنه كذلك، قد يدفع ثمنًا مضاعفًا… لا لشيء، سوى لأنه نجح أكثر مما كان مسموحًا به.

نحن لا نبرئ أحدًا ولا ندين أحدًا، لكننا نرفع الصوت عاليًا: العدالة يجب أن تكون عادلة لا انتقائية، وأن تُفصل عن الإعلام، والضغط، والمصالح.