مراكش : مشروع الحافلات العالية الجودة يتبخر ملايين الدراهم تُنفق وصمتٌ من مجلس فاطمة الزهراء المنصوري …. دراسات بملايين الدراهم… ولا أثر للمشروع على الأرض !!
كان من المفترض أن يُحدث مشروع حافلات عالية الجودة (BHNS) نقلة نوعية في منظومة النقل الحضري بمراكش. ففي عامي 2022 و2023، خصص المجلس الجماعي برئاسة فاطمة الزهراء المنصوري ميزانيات ضخمة :
نحو 30 مليون درهم لإعداد دراسات المشروع الأولية (APS) لأربع خطوط.
حوالي 6.4 ملايين درهم إضافية لدراسات جيوتقنية وطبوغرافية.
(الأرقام موثقة في طلبات عروض رسمية أوردتها Medias24 في شتنبر ودجنبر 2022).
وبذلك تجاوزت النفقات الإجمالية للدراسات 40 مليون درهم من المال العام، كان يفترض أن تُمهد لإطلاق شبكة نقل حضري حديثة وفعالة.
أشغال تهيئة… بلا مسارات مخصصة للنقل السريع
بعد مرور أكثر من عامين، لا وجود لمسارات خاصة أو محطات مهيأة للحافلات السريعة. و الأسوء أنّ أشغال تهيئة شارعي العلال الفاسي وموﻻي عبد الله (طريق الصويرة/آسفي) – وهما محوران رئيسيان ضمن المخطط الأصلي – تجاهلت تماماً المسارات المخصصة للنقل السريع التي نصّت عليها الدراسات.
عرض الطرقات وتوزيع الأرصفة والمدارات لا يوحي بأي استعداد فعلي لهذا النمط من النقل، ما يجعل تهيئة مسارات مخصّصة مستقبلاً أكثر كلفة وربما شبه مستحيلة في المدى القريب.
شركة “مراكش موبيليتي” وصمتٌ مثير للجدل
أُنشئت شركة التنمية المحلية «مراكش موبيليتي» خصيصاً لتدبير وإنجاز مشروع BHNS، لكنها اليوم تلتزم الصمت إزاء هذا المشروع الذي يمثل أساس وجودها.
وفي المقابل، تنخرط الشركة في مشاريع أخرى لا صلة لها بالنقل السريع، أبرزها تهيئة شارع محمد الخامس التي أثارت انتقادات واسعة بسبب ما اعتُبر تنفيذاً عشوائياً وافتقاراً للرؤية الحضرية.
تحديات رياضية عالمية… ونقل حضري غائب
خلال الأشهر المقبلة، ستستضيف مراكش كأس أمم إفريقيا، وعلى المدى القريب ستستقبل مباريات من كأس العالم لكرة القدم 2030.
هذا يثير تساؤلاً واسعاً بين المراكشيين وزوار المدينة: كيف سيتنقل عشرات الآلاف من المشجعين إلى الملعب في غياب وسائل نقل جماعي عصرية وفعّالة؟
هل يمكن أن تكون هذه الأحداث العالمية أكبر من قدرات مجلس السيدة فاطمة الزهراء المنصوري؟
مساءلة سياسية وجرس إنذار
إن غياب التخطيط الواضح، وصمت « مراكش موبيليتي»، وتناقض الأشغال الجارية مع الدراسات المنجزة يطرح أسئلة جوهرية :
لماذا أُنفقت ميزانيات ضخمة على دراسات لم تُترجم على الأرض؟
ما هي الاعتبارات المالية أو السياسية التي دفعت إلى تهميش مشروع النقل السريع؟
ومن يتحمّل مسؤولية هدر عشرات الملايين من المال العام؟
أمام هذه الوضعية، حان وقت دق ناقوس الخطر، إذ لم يعد الأمر يتعلق فقط براحة سكان مراكش، بل بقدرة المدينة الإمبراطورية على استقبال أحداث قارية وعالمية بحجم كأس إفريقيا وكأس العالم. على وزارة الداخلية التدخل بشكل عاجل لإنقاذ صورة المدينة وتوفير بنية تحتية للنقل تليق بمكانتها الدولية.