يعتبر حي الملاح بمدينة أزمور من المعالم التاريخية المهمشة التي تئن تحت وطأة الإهمال . يقع الملاح الذي شكل في وقت سابق الحي الخاص باليهود المغاربة التاريخي داخل المدينة، وهو العنصر الرئيسي للنسيج العمراني لهذه المدينة الشاطئية التي كتب لها ان تعيش تحت وصاية مدينة الجديدة رغم الدور التاريخي الذي لعبته هذه المدينة خصوصا في التصدي للهجوم البرتغالي .
عبق التاريخ
كغيره من الأحياء اليهودية بالمغرب عرف ملاح أزمور، فترات زاهية تجلت في تطور النسيج العمراني على ضفاف وادي أم الربيع، وظل الملاح يشهد نشاطا تجاريا كبيرا شكل مرآة للتعايش بين اليهود والمسلمين .
وساهم تحصين الحي بسور كبير يضم بعض الأبواب لتسهيل الولوج، في السماح لليهود بممارسة شعائرهم الدينية لكل حرية بعيدا عن المسلمين الذين يستقرون خارج الحي، رغم معاملاتهم الاقتصادية مع الساكنة اليهودية، وهكذا ظل الملاح يمثل جزءا كبيرا من تراث المدينة .
مع مطلع الستينيات سيعرف الحي نزيفا بشريا خصوصا بعد هجرة بعض اليهود إلى مدن اخرى اكثر رواجا اقتصاديا كالدار البيضاء، فاس، مراكش، وغيرها، قبل أن يهاجر البعض الآخر الى اسرائيل في وقت لاحق .
الهجرة القروية تساهم في تعمير الحي
شهد الحي نهاية الستينيات و بداية السبعينيات استقرار بعض الأسر ، اغلبهم نساء احترام البغاء و تحول إلى الحي الى ملاذ لشبان المدينة و المدن المجاورة بحثا عن متعة عابرة ، حيث كان الحي يعرف حركة دائبة خصوصا بعد الزوال .
بعد احداث مركز للشرطة و مع الدوريات الأمنية انخفضت تجارة الجسد في وقت عرف الحي استقرار بعض الاجانب الذين اقتنوا منازل تطل على الوادي لإقامة مشاريع سياحية، مما ساهم في توفير بعض فرص الشغل لساكنة الحي و ظهور بعض انواع الصناعة التقليدية توجت بمركب عند مدخل باب سيد المخفي .
الا ان الحي ورغم هذا الانتعاش السياحية يسير في صمت نحو الخراب وأصبحت العديد من المنازل بعضها مهجورا يفقتر للصيانة خصوصا مع المثدؤقرات البحرية ، هذا في الوقت الذي تغير عن الحي اية النفاتة من السلطات المحلية و المنتخبة باستثناء عملية التبليط التي عرفها الحي بجد أن متهالكة
هذا و لان الحي يتعرض لأضرار جسيمة بسبب الإهمال، حيث تتراكم فيه النفايات وتنتشر الروائح الكريهة، الأمر الذي يقف عليه الزائر منذ ان تطأ رجله أبوابه و يلج سوره التي تعاني من الإهمال والتدهور، مما يؤثر على قيمتها التاريخية.
السور يحجب التهميش
كما يعرف الحي غياب أي تدخل من الجهات المعنية بالتعمير ومراقبة البناء حين يعمد البعض إلى إضافة طوابق فوق السطوح مما يهدد تلك المنازل بالانهيار وهناك من اقتحم السور بفتح شرفات على الوادي !! دون الحديث عن الدور العائلة السقوط و البقع الفارغة جراء انهيار بعض المنازل و التي تحولت الى مزابل و تجمعات الحشرات و الفئران .
يحدث هذا في الوقت الذي شهد محيط الضريح اليهودي تهيئة و صيانة لاستقبال الزيارات التي تقوم بها بين الفينة و الأخرى مجموعات سياحية يهودية يشكل تواجدها استنفار السلطات المحلية بهذه المدينة المنسية .