آخر الأخبار

مطار مراكش الدولي… حرارة مرتفعة وتكييف غائب!

في عز الصيف، حينما تتخطى درجات الحرارة في مراكش 45 درجة مئوية، يتحول مطار المنارة الدولي من بوابة سياحية إلى فرن مفتوح يستقبل المسافرين بحرارة الجو و”برودة” الخدمات. غياب التكييف داخل المطار، أو على الأقل ضعف فعاليته، أصبح موضوع تذمُّر متواصل لدى المسافرين، مغاربة وأجانب، الذين يُفاجَؤون بأن ثاني أكبر مطار في المملكة من حيث عدد الرحلات والمسافرين لا يوفر أبسط شروط الراحة.

صور ولقطات عديدة يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، تُظهر طوابير طويلة من الركاب المتعرقين، بعضهم يلوّح بمراوح يدوية، وآخرون يتخذون من زوايا المطار مكانًا للجلوس على الأرض هربًا من الاختناق. كيف يُعقل أن مطارًا بهذه الأهمية، في مدينة توصف بأنها “عاصمة السياحة”، لا يستجيب لأبسط المعايير الدولية في مجال التكييف والراحة المناخية داخل بناياته؟

منارة؟ نعم، ولكن من نار!

العبارة التي كُتبت على واجهة المطار، “مطار مراكش المنارة الدولي”، صارت محل سخرية. فبدلًا من أن يكون المطار “منارة” حضارية تُبهر الزوار، تحوَّل إلى محطة يعاني فيها المسافرون من سوء التنظيم، وغياب التهوية، ورداءة الخدمة، وكأن الأمر لا يعني القائمين عليه في شيء.

أليس من المفروض على المكتب الوطني للمطارات، باعتباره الجهة المسؤولة المباشرة، أن يضع صيانة أجهزة التكييف ضمن أولوياته، خاصة في مدن داخلية معروفة بشدة حرّها؟ أم أن المكتب يكتفي بحملات التلميع والمشاريع الفاخرة، ويتناسى الوظائف الأساسية للمطار؟

مطار بحجم الأزمة

المدينة الحمراء تستقبل سنويًا ملايين السياح، ورحلات دولية من أوروبا، الخليج، وأمريكا. ومطارها هو أول صورة وأول انطباع. لكنّ الانطباع الأول حاليًا هو العرق، والتعب، وربما الصدمة. والمؤلم أن المشهد ذاته يتكرر كل صيف، دون أي تغيير، وكأن الأمر صار عاديًا.

المكتب الوطني للمطارات مطالب اليوم، قبل الغد، بتحمُّل مسؤوليته الكاملة، فالأمر لم يعد يتعلق فقط بجودة الخدمات، بل يمس كرامة المسافرين وصورة المغرب أمام العالم.