آخر الأخبار

مركز التكوين في مهبّ الغموض… هل يُفرّط الكوكب المراكشي في آخر ما يملكه؟

مركز التكوين ليس للبيع… كفى عبثًا بتاريخ الكوكب المراكشي!

ما يحدث اليوم خلف الكواليس بخصوص مركز التكوين بباب دكالة ليس مجرد اتفاقية تقنية كما يُروَّج، بل هو محاولة واضحة لتجريد الكوكب المراكشي من آخر ما تبقى له من كرامته الكروية. إنها فضيحة تُطبخ على نار هادئة، وسكوت الجميع عنها خيانة صريحة لتاريخ نادٍ عريق شُيّد بعرق رجاله ودموع جماهيره.

الاتفاقية المعروضة ليست شراكة، بل صفقة تُنزع فيها ملكية المركز من الفريق، وتُقدّم لمؤسسات أخرى على طبق من “الدعم”، في مشهد مُخجل لا يمكن وصفه إلا بالإذعان المُهين. لا بند واحد فيها يضمن بقاء المركز بيد الكوكب، ولا إشارة إلى بديل ملموس أو وعاء عقاري خاص يُعوّضه. كل شيء يُدبّر باسم “الإصلاح”، لكنه في حقيقته تفكيك ممنهج لهوية نادٍ قاوم لسنوات من أجل البقاء.

والأدهى من ذلك أن هذه المهزلة تأتي بعد وعود أطلقها رئيس الفريق خلال الجمع العام حول إعادة تأهيل مركز القُنصلي. فهل كانت مجرد كلمات للاستهلاك الإعلامي والشعبوي؟ أم كانت تمهيدًا متعمدًا لصرف الأنظار عن الهدف الحقيقي: تفويت مركز باب دكالة في صمت؟

من حقنا اليوم أن نسأل بصوت عالٍ وبدون مواربة: هل تحوّل دعم الجماعة والجهة إلى وسيلة للابتزاز؟ هل أصبح الحصول على “الفتات المالي” مشروطًا بالتنازل عن الأصول التاريخية للفريق؟ وإذا كان الأمر كذلك، فأين هم المنخرطون؟ وأين الجمعيات؟ وأين الغيورون على هذا الكيان؟ أليس السكوت عن هذا المخطط جريمة في حد ذاته؟

الكوكب المراكشي ليس فريقًا بلا ذاكرة. مركز باب دكالة ليس عقارًا عادياً يُفرّط فيه لتسوية حسابات سياسية أو مصالح ضيقة. هو رمز، هو شاهد على أجيال صعدت من رحم المعاناة، ورفعت اسم مراكش عاليًا. التنازل عنه يعني نهاية مرحلة، وبداية تفكيك ممنهج لما تبقى من الفريق.

من العار أن يتم ابتلاع حقوق الفريق تحت مسمى “الدعم”. ومن العار أكثر أن يقبل البعض بهذه المقايضة القذرة، وأن يصمت ممثلو الجمهور والمدينة أمام هذا العبث المنظم.

على الجميع أن يستفيق قبل فوات الأوان. لأن الكوكب لا يستحق من يسوّق الوهم، ولا من يوقع على بيعه في صمت. وليعلم من يخطط ويناور أن جماهير الكوكب لها ذاكرة لا تُشترى، وأن تاريخه لا يُباع… حتى وإن سكت البعض.