سعد سرحان
قالت الأفعى : يا حواء، للتفاحة هي أطيب فاكهة في الجنة. فسمعت حواء : كلي التفاحة. هذه، على الأرجح هي الترجمة الاولى التي عرفها الإنسان الترجمة التي قامت بها حواء من لغة الأفعى الى لغتها هي، من لغة الإغراء إلى لغة العصيان ، وهما وجهان لعملة لا تصدأ : اللسان . عشر الهجمة امل الترجمة التي قامت بها حواء من لغة الأنمي إلى لغتها هي ، من الله الا كي التفاحة ، هذه ، على الارح ، هي الترجمة الأولى التي عرفها الاسم الخيانة ، وهي الخيانة التي قد يقتضيها الإخلاص للنص ، فما مثلا ، في لغة الرمضاء ، ينبغي ان يلهبه في لغة الصقيع . لغتين ، وإنما فقط إلى عدم إتقان واحدة ، فخيانة الشمع للقول والنظر للمنظور ، لعل التأويل هو أكثر أنواع الترجمة شيوعا ، ذلك أنه لا يحتاج إلى النعاء بإنتاج « سوء التفاهم » ، هذا العنوان الجدير بالأعمال الكاملة للتأويل وخيانة القراءة للكتابة ، وغيرها من الخيانات التي قد تشوب التلقي ، كفية اصلا . هكذا ساهم لربما كان أهم سوء فهم ثقافي ولغوي عرفه تاريخ الترجمة هو ما حدث لابن رشد مع « فن الشعر » لأرسطو . فقد اصطدم فيلسوفنا بصخرتين كبيرتين . يجد لهما مقابلا في تضاريس العربية ، ذلك أن كلمتي تراجيديا وكوميديا لم تكونا من دون مرادفين فقط ، وإنما من دون مرجع قياب المسرح من الثقافة العربية وحضور فن الشعر إلى تحويل الكلمتين إلى يج وهجاء . ويمكن للقارئ المهتم أن يعود إلى ما كتبه ، حول هذه النقطة تات ، كل من بورخيس وإيكو وكيليطو .
وثمة سوء الطوية أيضا ، فكثير من الترجمات الغربية اختارت هدفا لها كتبا تسمح بالتلصص على الشعوب التي أنتجتها ، وأخرى تساعد على إلى خيراتها ، وثالثة تؤكد نظرتها الدونية إلى هذه الشعوب … مع احتمال أن ينقلب السحر على الساحر ، كأن يتحول ثقب في جدار الحريم إلى كتاب أسر في مكتبات العالم ، يضمن للثقافة التي أبدعته مكانا في صدر مجلس الشرد . غير أن أغرب الترجمات هي التي تتم في صالونات الحلاقة ، حيث يؤدي الزبائن ثمن تشقير نصوصهم ( أي نقلها إلى إحدى اللغات الشقراء ) ، تماما كما تفعل بعض السمراوات مع شعورهن . وأيا يكن الهدف منها : استجداء قراء ، استعلاء على أبناء الجلدة ، استقواء بالآخر ، التماس مصافحات ناعمة … فإن خصلة سوداء واحدة ، خصلة صغيرة لم تطلها الصباغة ، قد تسقط الجنسية الوهمية عن صاحبتها ، وتشكك في أصالة شعرها حتى . : النص تفاحة أولى والترجمة لسان الأفعى ، اللسان المشقوق حيث التم أما الخيانة فليست سوى دودة صغيرة جدا ، لفرط ما أقامت في والترياق . قلب التفاحة صار لها طعم التفاح .