العبث التدبيري في قلب مراكش: شارع محمد الخامس بين رداءة الأشغال ولا مبالاة المنتخبين
رغم المكانة المحورية التي يحتلها شارع محمد الخامس في النسيج العمراني والسياحي لمدينة مراكش، حيث يربط بين المدينة العتيقة التاريخية وحي جيليز الراقي، أحد أبرز رموز المدينة الكولونيالية، فإن الأشغال الجارية به تحوّلت إلى نموذج صارخ للعبث التدبيري وغياب المسؤولية، في وقت كان يُنتظر فيه من المجلس الجماعي تحسين جودة البنية التحتية وتحقيق شروط السلامة والتنظيم.
فمنذ شهور، والأشغال تعرف تعثُّرًا واضحًا وتأخرًا غير مبرر، وسط غياب أي تواصل رسمي أو خطة واضحة لمراحل الأشغال وتواريخ الانتهاء منها. لكن الأخطر من ذلك، أن الشركة المفوض لها تنفيذ الأشغال قامت بإزالة ممرات الراجلين من الشارع منذ أكثر من شهر، دون أن تعيدها إلى أماكنها أو توفّر بديلاً مؤقتًا ينظم عملية عبور المشاة.
وفي ظل هذا الواقع، أضحى الشارع يعرف حالة من الفوضى اليومية في حركة السير والجولان، حيث يضطر المواطنون والسياح لعبور الطريق بشكل عشوائي، متحملين مخاطر حوادث السير، في غياب أبسط مقومات السلامة الطرقية. الأمر الذي يطرح تساؤلات جادة حول مدى احترام دفتر التحملات، ودور المجلس الجماعي في تتبع الأشغال وضمان سلامة مستعملي الطريق.
إن ما يحدث في هذا الشريان السياحي الحيوي يعكس لا مبالاة مقلقة من طرف القائمين على الشأن المحلي، واستخفافًا غير مقبول بمصالح المواطنين والزوار على حد سواء. فمراكش، المدينة السياحية الأولى في المملكة، لا يمكن أن تُدار بهذه العقلية المرتجلة، خاصة في محاور حضرية حساسة تتطلب أعلى درجات المهنية والانضباط.
ويُطالب المواطنون، عبر منصات التواصل الاجتماعي وفي تصريحات متعددة، بفتح تحقيق عاجل في مآل هذه الأشغال المتعثرة، وتحديد المسؤوليات سواء على مستوى الشركة المنفذة أو على مستوى تتبع الجماعة، وذلك حفاظًا على صورة المدينة وكرامة ساكنتها وسلامة زوارها.