آخر الأخبار

مؤتمر تنظيمي أم حفلة بيعة جديدة ؟

عبد الحق غريب

الديمقراطية ليست مجرد شعارات جوفاء، بل هي احترام للمبدأ، وفي مقدمتها التداول على السلطة.. الولاية المحددة ليست تفصيلا إجرائيا، بل هي جوهر المشروع الديمقراطي، لأنها تُكرس مبدأ المحاسبة، وتمنع التوريث السياسي والتكلّس التنظيمي..

عندما يتحول القانون الأساسي لحزب ما إلى مجرد حبر على ورق أو إعادة الصياغة على مقاس الزعيم، نكون بصدد ذبح حقيقي للديمقراطية..

وحين يغيّر القانون لتمديد ولاية ثالثة، ثم رابعة، ومن يدري ؟ ربما مدى الحياة، فالأمر لا يعني سوى شيء واحد، ألا وهو قتل الروح الديمقراطية باسم الشرعية الشكلية، وإعلان ترسيخ حكم الفرد وسط تنظيم يُفترض أن يكون جماعيا..

العيب ليس في زعيمٍ أعماه سعار السلطة، ولا في من انغمس في التمديد وعبادة الكرسي، بل العيب في أبناء الحزب الشرفاء الذين اختاروا الصمت أو الانسحاب.. والعيب كله، في كل من قبل بتقويض تاريخ الحزب، ورضي بتعليق الديمقراطية، تحت ذريعة “مصلحة الحزب”.. ومن أجل فتات هنا او هناك.

أنصتوا فقط إلى نبض الناس.. لا إلى مناضلي الحزب وحدهم، بل أيضا إلى المتعاطفين، أولئك الذين ما زالوا يؤمنون بأن لهذا الحزب رسالة، ولتاريخه معنى، وبأن الأمل لا يزال قائما.