آخر الأخبار

كأس أفريقيا و العالم و السكانير في مستعجلات العاصمة

كأس أفريقيا و العالم و السكانير في مستعجلات العاصمة …  السكانير معطل منذ ثلاثة أيام

إدريس الاندلسي 
يجب أن نطرح السؤال حول قدرتنا الحقيقية على احتضان التظاهرات الرياضية القارية و العالمية بكل موضوعية، و تواضع ، و بكثير من الواقعية. يتعلق السؤال بالوضع الصحي في علاقاته بالتجهيزات الصحية و بالعرض الصحي على العموم. و أرجو أن يتسع صدر من يطبلون لكل خطاب يذهب في إتجاه تغييب النقد العادي، و يعتبرون صرف ملايير الدراهم، خطوة من ضمن برنامج واسع سوف يقضي على التفاوتات الإجتماعية و المجالية. يحلمون، و لا أخفي أنني أريد أن أدخل خلسة إلى حلمهم. و لكن معرفتي، غير العالمة جدا، رغم خبرتي في مجال المال و الإقتصاد، تمنعني من تصديق كل الخطابات التي لا تربط الإستثمار بدراسات تثبت مردوديته الإقتصادية و الإجتماعية، و ليس المالية فقط.
سيتم تنظيم كأس أفريقيا بعد أسابيع في مجموعة من الملاعب ، و على رأسها مركب مولاي عبد ألله، الذي لا يختلف اثنان على شكله، و قدرته الاستيعابية، و على مدة إنجازه القياسية. و يجب ربط هذا الإنجاز بغياب الإنجاز في مؤسسات صحية تبعد بمئات الأمتار عن أيقونة ملاعب الكرة بالمغرب. يشكل مستشفى مولاي يوسف بحي العكاري، في حلته الجديدة، مركز المستعجلات الطبية ، في إنتظار إفتتاح البناية الجديدة لمستشفى إبن سيناء. يظهر بالملموس أن مستشفى مولاي يوسف غير مؤهل لتقديم كل الخدمات الصحية ذات الطابع الاستعجالي. اضطر الكثير ممن لجئوا إلى هذا المستشفى في حالة استعجال جراء حادثة سير إلى التنقل إلى مدينة تمارة لإجراء فحص سكانير. و يؤكد الأطباء المداومون أن هذه الخدمة منعدمة منذ ثلاثة أيام. وجب التذكير أن الأمر يتعلق بالعاصمة الرباط التي لا زلنا ننتظر انوارها.
يجب أن لا ننظر إلى بلادنا من خلال كرة القدم. نسعد بكل الإنجازات الرياضية، بما فيها، المبارة الأخيرة ضد زامبيا، و لكن نتائج الكرة لا و لن تصل إلى نتائج التعليم و الصحة و البحث العلمي و التنمية الإقتصادية و الإجتماعية. قد نحافظ على ترتيب فريقنا الوطني على المستوى العالمي، و لكن الأهم هو أن نتقدم في القطاعات الحيوية التي ستحد من تدهور مؤشرات النمو الإجتماعي، و الشفافية، و التفاوتات المجالية، و محاربة الفساد، البحث العلمي، بنية التعليم و الصحة. سيظل الأهم هو أن تقترب الخدمات الأساسية من المواطن. و سيظل هدف القضاء على التفاوتات الإجتماعية، و واقع ” المغرب الذي يسير بسرعتين ” أهم من كل التظاهرات الرياضية القارية و العالمية. ينتظر أبناء المغرب الحصول على خدمات تعليمية و صحية و اقتصادية، و سيكونون مبتهجين بكل الانتصارات، بما فيها، تلك التي تخص كرة القدم.