آخر الأخبار

فنادق مراكش المغلقة خراب وسكون مهول

فنادق مراكش المغلقة: صمت في قلب جليز و انتظار الإحياء

معاذ ايحوف 

في قلب حي جليز بمراكش، تقف بنايات فندقية شامخة لكنها صامتة، كانت يومًا نبض الحياة السياحية والاقتصادية للمدينة الحمراء، انطلاقاً من “فندق مراكش” المقابل لمدارة البردعي، إلى “فندق المنارة” بالقرب منه وبالضبط عند مدخل شارع الشهداء، و”فندق البرج” قبالة مدارة سوفيتيل، مرورًا بـ”فندق كنزة” و”فندق صحراء إين” و اللائحة طويلة، صارت هذه المعالم اليوم شاهدة على الفراغ الذي تركه صمتها، وذكرى لعقودِ ازدهارٍ لم تعد سوى أسماء محفورة في ذاكرة المراكشيين.

حيث كانت هذه الفنادق سابقاً جزءًا من تاريخ مراكش الحديثة وملاذًا للزوار من جنسيات مختلفة، غير أن إغلاقها المتواصل ترك فجوة واضحة في المنظومة السياحية، و مواقعها الاستراتيجية التي كانت فيما مضى محاور جذب رئيسية، تحوّلت اليوم إلى ركائز أساسية يمكن أن تعيد ضخ الحياة والاستثمار في قلب المدينة الحمراء ، ان تم استغلالها بحكمة و رؤية جيدة.

و يشير الواقع اليوم إلى أنًّ توقف نشاط هذه الفنادق، ترك أثرًا واضحًا على جزء المشهد السياحي في جليز وعلى تنوع العروض الفندقية، خصوصًا في الفئة المتوسطة، ووفقاً للمعطيات المتداولة داخل القطاع ، يعود إغلاق عدد من هذه الفنادق إلى مشاكل قانونية وتنظيمية تتعلق بالمِلكية أو بملاءمة المعايير، وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن مراكش فقدت ما لا يقل عن 15 وحدة فندقية مصنفة خلال العشرين سنة الماضية، وهو ما أثر على تنوع العروض المتاحة للسياح المحليين والأجانب.

أما من الناحية الاقتصادية، فإن إعادة فتح هذه الفنادق يمكن أن يسهم في إحياء النشاط السياحي وخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، فضلاً عن إعادة الحيوية إلى قلب المدينة واستغلال هذه المواقع الاستراتيجية التي كانت في الماضي ركائز جذب للزوار.

و يبقى التحدي الأكبر هو التوفيق بين إعادة التأهيل واحترام المعايير القانونية، مع الحفاظ على الهوية الفريدة لهذه المعالم التي لطالما شكلت جزءًا من ذاكرة مراكش السياحية الحديثة، فهذه البنايات التي تهامست حكاياتها بين جدرانها الصامتة اليوم، تحمل في طياتها فرصًا حقيقية لإعادة كتابة فصل جديد من قصة النجاح للمدينة الحمراء، في انتظار أن تتحول إلى قصة استثمارية ناجحة تعيد لهذه المدينة بريقها المفقود.