توصلت جريدة “مراكش اليوم” بشكاية مؤثرة من والدة معتقل قاصر بسجن بوالركايز بمدينة فاس المسمى رضوان المعمري (معقل الأحداث – رقم الاعتقال 86543)، أفادت من خلالها أنها فوجئت بظهور علامات بارزة للتعذيب على جسد ابنها أثناء زيارتها الأخيرة .
وأوضحت المشتكية أن ابنها، الذي ما يزال في سن الحداثة، يعيش وضعا صعبا داخل المؤسسة السجنية، حيث اتهمت أحد حراس المعقل المسمى “عبد الله” بحرمان فلذة كبدها من حقه المشروع في التواصل مع أسرته، مما دفع القاصر إلى الاحتجاج على هذا السلوك، لينتهي به الأمر – بحسب روايتها – إلى التعرض للضرب المبرح والمعاملة المهينة.
وطالبت الأم من إدارة السجن التدخل العاجل لوقف ما وصفته بـ”جبروت الموظف”، وإنصاف ابنها وتمكينه من حقوقه القانونية والإنسانية، مشددة على أن غايتها ليست سوى إعادة تأهيل ابنها وتمكينه من فرصة جديدة للاندماج في المجتمع، بدل تعريضه لممارسات تنال من كرامته وتزيد من معاناته النفسية.
وينصالقانون المغربي، وخاصة القانون رقم 23.98 المتعلق بتنظيم وتسيير المؤسسات السجنية،بوضوح على أن معاملة المعتقلين، ولا سيما الأحداث، يجب أن تقوم على مبادئ إعادة الإدماج والتأهيل، مع احترام كرامتهم الإنسانية وحمايتهم من كل أشكال العنف أو المعاملة الحاطة بالكرامة.
كما أن مدونة حقوق الطفل، التي صادق عليها المغرب وفق الاتفاقيات الدولية، تؤكد على حق القاصر في التعليم، التكوين، الرعاية الصحية، والتواصل الأسري، باعتبار هذه الحقوق ركيزة أساسية في إعادة إدماجه داخل المجتمع.
كما تنص المادة 51 من قانون المسطرة الجنائية كذلك على أن كل حدث موضوع رهن الاعتقال الاحتياطي أو المحكوم عليه بعقوبة سالبة للحرية يوضع في مراكز خاصة بالأحداث، حيث يجب أن تستهدف المعاملة المقررة في حقه الإصلاح والتهذيب أكثر من العقاب.