آخر الأخبار

حملات أمنية غير مسبوقة بمراكش.. مطاعم نافذة خارج “الرادار”

منذ تولي والي الأمن محمد مشيشو قيادة ولاية أمن مراكش، تعيش المدينة على وقع حملات أمنية واسعة وغير مسبوقة ضد المقاهي والحانات والمطاعم التي تقدم الشيشة.

فيما لاقت الحملات المتكررة إشادة واسعة من طرف الساكنة، بعدما نجحت في اجتثاث عدد من أوكار الانحراف والاستهتار بالقانون، ووضع حد لمظاهر تمس بالحياء العام وتخل بالأمن والسكينة.

لكن، ورغم صرامة هذه الحملات وحزمها، يلاحظ المتتبعون “ثغرة خطيرة” تشوش على صورة هذه المجهودات، بعد أن تم غض الطرف عن مطعمين شهيرين بحي جليز، أحدهما بزنقة يوغوسلافيا والآخر بزنقة محمد البقال، يقدمان الشيشة بشكل علني، دون أن تطالهما يد التدخل الأمني.

كما أكدت مصادر الجريدة أن هذين المحلين يملكان “حصانة غير معلنة”، بفعل ارتباط مالكهما بعلاقات متينة مع مسؤولين سياسيين بارزين بالمدينة، حيث يعدّ أحد أبرز الممولين لحملاتهم الانتخابية، سواء من الناحية المالية أو البشرية.

ولئن كانت الحملات الأمنية بقيادة والي الأمن محمد مشيشو تستحق كل الإشادة لما حققته من نتائج ملموسة في محاربة أوكار الشيشة واستعادة الطمأنينة، فإن الرأي العام المحلي يتساءل عن سرّ استمرار بعض المحلات في الإفلات من هذه الحملات، بفضل مظلة الحماية السياسية التي تقيها من أي مساءلة.

فالمشكلة، هنا، ليست في يقظة الأجهزة الأمنية التي أثبتت نجاعتها، بل في لوبيات نافذة تحاول الالتفاف على القانون عبر النفوذ والمال. إن صيانة صورة الدولة وهيبتها في مراكش لن تكتمل إلا بقطع خيوط هذه الحماية غير المشروعة، حتى يخضع الجميع للقانون بلا استثناء، وتتعزز ثقة المواطن في أن العدالة لا تعرف محاباة ولا انتقائية.