آخر الأخبار

تفويض إمضاء للجنرال عبد الله بوطريك… خطوة تعزز الرهان السيبراني للمغرب

في خطوة تعكس الأهمية المتزايدة للأمن السيبراني ضمن السياسات الوطنية، أصدر رئيس الحكومة بتاريخ 29 غشت 2025 قرارًا يقضي بتفويض الإمضاء إلى الجنرال عبد الله بوطريك، المدير العام للمديرية العامة لأمن نظم المعلومات التابعة لإدارة الدفاع الوطني.

وينص القرار، المنشور بالجريدة الرسمية، على تمكين بوطريك من التوقيع أو التأشير نيابة عن رئيس الحكومة على مختلف الوثائق المرتبطة بالمهام الاستراتيجية للمديرية، باستثناء المراسيم والقرارات ذات الطابع التنظيمي. وقد دخل القرار حيز التنفيذ ابتداءً من 23 غشت 2025، أي قبل أيام من الإعلان الرسمي عن تعيينه من طرف الملك محمد السادس مديرًا عامًا للمديرية العامة لأمن نظم المعلومات.

الجنرال بوطريك ليس اسماً جديداً في ساحة الأمن الرقمي والعسكري، فهو خريج المعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي (INSEA) والأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس (دفعة 1987)، وحاصل على دبلوم دورة الأركان، وشهادة الدورة العليا للدفاع، إلى جانب ماستر في الأمن والدفاع من الكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا. خبرته الممتدة عبر مناصب متعددة، من بينها مدير المساعدة والتكوين والمراقبة والخبرة بالمديرية ذاتها، ونائب مفتش سلاح الإشارة بالقوات المسلحة الملكية، تجعله أحد أبرز الوجوه التي راكمت تجربة دقيقة في تقاطع العسكري بالرقمي.

هذا التفويض الحكومي لا يقتصر على كونه إجراءً إدارياً فحسب، بل يحمل دلالات سياسية وأمنية عميقة؛ إذ يعكس انتقال المغرب إلى مرحلة جديدة في تدبير ملف الأمن السيبراني باعتباره إحدى الركائز الأساسية للسيادة الوطنية في زمن الرقمنة. فالفضاء السيبراني بات مجالًا استراتيجيًا لا يقل أهمية عن البر والبحر والجو، ما يستدعي إشرافًا مباشرًا من شخصيات ذات كفاءة عالية وصلاحيات تنفيذية واسعة.

ويؤكد بلاغ المديرية العامة لأمن نظم المعلومات أن هذا التعيين يأتي في سياق دينامية متواصلة لتأمين الفضاء الرقمي الوطني، وتعزيز قدرات المغرب في مواجهة التهديدات والهجمات السيبرانية، وهو ما ينسجم مع رهانات التحول الرقمي الذي تعرفه المملكة، خاصة في مجالات الاقتصاد، والإدارة الإلكترونية، وحماية المعطيات الحساسة.

بهذا القرار، يبدو أن المغرب يضع لبنة إضافية في بناء منظومة متكاملة للأمن السيبراني، تجعل من حماية المجال الرقمي جزءًا من أمنه القومي، وتمنح للمديرية العامة بقيادة الجنرال بوطريك دورًا محوريًا في قيادة هذه المعركة غير المرئية، لكنها الحاسمة.