نحن المثقفين والفنانين والأدباء والكتاب والباحثين والنشطاء المدنيين نساءً ورجالا، من مختلف ربوع المغرب
إذ نتابع، يوما بعد يوم، الوضع المأساوي المستفحل الذي يكابده أشقاؤنا الفلسطينيون في غزة جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ ما يزيد عن 22 شهرًا، في ظل اختلال فادح في ميزان القوى العسكرية بين شعب أعزل ودولة تمتلك أعتى الأسلحة وأشدها فتكا وتطورًا في العالم اليوم
وإذ نقف على ما تتناقله وسائل الإعلام ووسائط التواصل من مشاهد مأساوية لدمار شامل حلَّ بقطاع غزة، وتقتيل مُمَنْهج يستهدف أبناء فلسطين دون تمييز من أطفال ونساء ومدنيين وعجزة ومرضى مُنهَكِين جراء الحصار الجائر وكذا التجويع الناتج عن الحصار ومنع وصول الماء والغذاء والمؤونة والدواء، ونصب المصايد لقصْفِ المُجَوَّعين
وإذ نُدين بشدّةٍ سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها كبرى دول العالم، وتجاهلها الفاضح للشرعية الدولية في معالجة القضية الفلسطينية، وصمتها المخزي أمام جرائم بالجملة تُرتكب يوميا، لا تصفها المعاجم الإنسانية إلا بأنها جرائم حرب وجرائم إبادة ….
وإننا إذ تحيي كل أحرار العالم في كل الساحات ونثمن نضالهم الدؤوب لشجب ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني من تقتيل وإحراق وتجويع وإذلال، تعلن مرة أخرى، مع كل الشرفاء عبر العالم، وفي هذه الفترة العصيبة، وقوفنا الثابت إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله العادل من أجل الحرية، وفي حقه غير القابل للتقادم في العودة، وفي إقامة دولته المستقلة طبقا لقرارات الأمم المتحدة. كما نطالب بالشروع الفوري في تنفيذ قرار محكمة العدل الدولية القاضي بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967.
كما نُعبّر عن تضامننا الكامل مع كل المبادرات، داخل الوطن وخارجه، التي يحركها الضمير الإنساني اليقظ دفاعًا عن قضية فلسطين ومعها كل القضايا العادلة لشعوب العالم.
ونناشد بقوة أصحاب القرار، في بلادنا وباقي بلدان العالم، اتخاذ المواقف التي يُمليها الواجب الأخلاقي والضمير الإنساني، تضامنا مع شعب أعزل يتعرض لإحدى أفظع المذابح في التاريخ المعاصر. كما نطالب بالضغط من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار، والسعي الدؤوب إلى إدخال المُؤَن والمساعدات الإنسانية إلى غزة وإغاثة الجرحى وإسعاف المرضى والأطفال والعجزة وإنقاذ الناجين من الإبادة الوحشية مما يكابدونه اليوم من تجويع جماعي ممنهج حتى الموت.
كما نتوجه إلى السلطات المغربية بطلب إعادة النظر، وباستعجال في اتفاق التطبيع الذي يجمع بلادنا بدولة الاحتلال. فالمغاربة لا يُشرفهم ولا يليق بهم أن تُواصل حكومة بلدهم تعاملها مع كيان مارق متورط في جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي.
هذا، ويجب على الدولة المغربية أن تحترم التزاماتها في جامعة الدول العربية لجهة مُقاطعة الاحتلال ونصرة حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والعودة وبناء الدولة المستقلة. ويهمنا اليوم أن ننبه حكومتنا إلى ضرورة احترام التزامات المغرب التاريخية تجاه الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني في أرضه والتمسك الصارم بها. إننا نؤمن بأن ما نشهده اليوم من فظائع، تهزّ ضمير العالم، سيكون له أثر حاسم في صياغة هوية جديدة للبشرية التي لم يعد أمامها إلا خياران أن تنهزم أمام التَّوحش وقانون الغاب، أو تنتصر للقيم الفضلى التي صاغتها الإنسانية عبر قرون من الكفاح والتضامن الإنساني. وعلينا الآن أن نختار.