آخر الأخبار

بروفا فاشلة ومثيرة للشفقة

إدريس المغلشي 

سياسة التجييش للإستدلال على ان الأمور بخير هو نوع من التدليس في العمل السياسي.التسابق نحو صناعة صور مخدومة لجماهير مؤيدة جاءت لتبارك عمل رئيس الحكومة لن تساهم في تخليق الساحة بل هي عملية تخالف بالمطلق الرسائل النبيلة والأهداف في التأطير للمواطن وتعتبر تمهيدا بل تجسيدا لمقولة شراء الذمم بمقابل مادي حدده كثير من المعلقين في (شعب زرقلاف) وهو تعبير واضح ان من تلقى هذا المبلغ لاحق له في تقديم شكوى تدني خدمة معينة او ضياع حق . صوت المواطن لايباع ولايشترى بل يعطى لمن يستحق ثقته .
في هذا الصدد ،لن اتكلم عن الحشد الذي تم جمعه للسيد اخنوش من اجل ان يقول كلاما فضفاضا لا ينسجم كلية مع واقع مرير تعيشه أغلبية المواطنين ومدى انتشار موجة الاحتجاجات بربوع الوطن تارة لانعدام الماء وخدمات لها مركزيتها وضرورتها في حياة المواطن .وكيف انتقلت العدوى من بوكماز المهمشة إلى أكادير حاضرة سوس لتصيب مناطق أخرى قلت فيها العناية بصحة المواطنين حتى بتنا نشاهد تطويقا وتشديدا للحراسة عند ابواب المستشفيات بعدما اصبحت في حالة استنفار قل نظيرها،عوض تطعيمها بالاطباء والبحث عن حلول للإشكالات البنيوية التي تعانيها المرافق الحيوية .المقاربة الأمنية هي السبيل الوحيد والحل الأمثل لمعالجة قضايانا الداخلية في ظل هذه الازمة يصر اخنوش على توزيع فرح مفتعل بلا طعم ولارائحة ،بشكل مؤقت على الجماهير المغلوبة وتسخير جوقته المدفوعة الثمن كي تهلل له وتصفق .
لكن المثير للشفقة ان يصعد ممثلون تخلوا عن كل ماهو نبيل في رسالتهم ويصبحوا في لحظة مفاجئة طبالون يقدمون فروض الطاعة لولي نعمتهم وان يجعلوا من تدخلاتهم على المنصة بشكل مبتذل كأنهم يقدمون دورا بئيسا في مسرحية هزلية بلاقيمة فنية .فيما يشبه (تنكافت) كيف يستطيع الفنان إن سلمنا بهذه الصفة بالنظر لتاريخ هؤلاء ان ينقلبوا ب 180درجة مع من يسير الشأن العام ويصطفوا مع مسؤولا بغض النظر عن مرجعيته وتوجهه وخلفياته الإيديولوجية. لقد ولى زمن الفنان الذي ينحاز إلى قضايا مجتمعه ويدافع عنها ويتبناها في اعماله واشتغاله الفني .ما قدمه الجيراري من تصريحات مستفزة تدلل على اننا اصبحنا امام فنانين مياومين يقفون في مشاهد مثيرة للشفقة بعدما حاصرتهم مقاولة متوحشة إقصائية لاترحم وأدعنوا لها لعلها تجود عليهم بفتات موائدها . يبيعون الكلام لمن يدفع اكثر . ممثل آخر هذه المرة من الغرفة الأولى جاء من مرجعية أخرى ليعلن ولاءه لسيده ويدافع عنه وألا يقول حقيقة وواقع انتظارات الناس بعدما تخلى عن أخلاق السياسة وترك وراءه ساكنة تعيش جحيما لايطاق في البنيات التحتية التي تعرف فوضى وسير وجولان متخلف يترك وراءه ضحايا حوادث السير بشكل يومي وأشغال لاتنتهي فاقدة للصلاحية ونظافة تعرف ارتجالا وسوء تدبير ودخول مدرسي متعثر لم يعرف بعد انطلاقته الحقيقية امام اكتضاض غير مسبوق وخصاص مهول في الموارد البشرية وغيرها من الاختلالات التي تعرفها مدينة مراكش المحتضنة للتجمع والتي تخلى عن الحديث عنها ليلقي كلاما في الهواء بلا اثر يفضحه الواقع . للأسف هؤلاء يمثلون علينا ولا يمثلوننا حقيقة كما جاء في تعبير بسيط لمواطن مقهور وهو يعلق على شريط مقتطع من عمر مهرجان فلكلوري لايعكس واقع تدبير وطن وليس مدينة بعينها للأسف حين يفقد الفن والسياسة دورهما النبيل سنعاين حتما بروفا فاشلة تحمل معها جوا مخنوقا متسما بالانحطاط .