عبّرت تنسيقية جمعيات السوق السياحي الكبير ومحيطه (السمارين) بمراكش عن استيائها العميق وقلقها البالغ إزاء ما وصفته بـ”النتائج الكارثية” التي آل إليها مشروع تثمين وترميم الأسواق السياحية بالمدينة العتيقة، معتبرة أن هذا المشروع، الذي كان من المفترض أن يشكّل رافعة لإنعاش النشاط التجاري وحماية التراث الثقافي، تحول إلى عبء حقيقي يهدد استقرار آلاف الأسر ويشوّه جمالية الفضاء التاريخي.
وأكدت التنسيقية، في شكاية رسمية، أن المشروع فشل بشكل ذريع في تحقيق الأهداف المعلنة، بل تسبّب في تدهور أوضاع السوق السياحي الكبير ومحيطه نتيجة مجموعة من الخروقات التي رصدتها الجمعيات المهنية ميدانياً، أبرزها:
استعمال مواد بناء رديئة، خاصة على مستوى الأسقف، ما أدى إلى تسرب مياه الأمطار وإتلاف السلع، متسببًا في خسائر مادية جسيمة للتجار.
غياب التهوية بشكل كلي، ما جعل الفضاء غير ملائم للعمل أو الاستقبال السياحي، وسبب معاناة يومية للتجار والزوار على حد سواء.
انعدام التنسيق بين المتدخلين، وهو ما انعكس سلبًا على جودة الإنجاز وانسجامه مع الاحتياجات الحقيقية.
افتقار المواد المستعملة للجودة، ما ساهم في تقليص عمر الإصلاحات، وتهديد السلامة العامة، وتشويه جمالية الممرات السياحية بالمدينة القديمة.
وأمام هذا الواقع، أعلنت تنسيقية الجمعيات انسحابها الكامل من المشروع، مشيرة إلى أن المشرفين عليه تجاهلوا بشكل تام توصيات ومخرجات اللجنة المحلية لتتبع الأشغال، رغم تنبيهات الفاعلين المحليين المتكررة.
وفي السياق ذاته، استنكرت التنسيقية ما أسمته محاولات توريطها وتحميلها مسؤولية فشل المشروع، ورفضت جملةً وتفصيلاً هذه الاتهامات “المجانية”، مؤكدة أن الفشل يتحمّله من أشرف على التخطيط والتنفيذ دون إشراك المعنيين الحقيقيين.
مطالب واضحة وموقف حازم حيث دعت التنسيقية إلى:
1. فتح تحقيق عاجل لتحديد المسؤوليات وتقييم الأضرار الناتجة عن هذا التدخل غير المدروس.
2. اتخاذ إجراءات فورية لإصلاح الأضرار، خصوصًا إعادة تأهيل السقف وتهيئة فضاء السوق بمواد ذات جودة عالية.
3. ضمان إشراك الجمعيات المهنية والفاعلين المحليين في كل الخطوات المقبلة، حتى تكون أي تدخلات منسجمة مع تطلعات المتضررين وواقع السوق.
وختمت التنسيقية شكايتها بالتأكيد على استعدادها للتعاون البناء مع جميع الجهات المعنية شريطة احترام المقاربة التشاركية، مشددة على أن السوق السياحي الكبير ليس فقط مرفقًا اقتصاديًا، بل هو مكون من مكونات الذاكرة الحية لمدينة مراكش، والتفريط فيه أو الإضرار به يشكل خطرًا مباشرًا على التراث الثقافي والاجتماعي للمدينة.