الݣوم مُحَاربُون بدُون مَجد أو قضية
علاَشْ علاَش ݣاجينا ؟ أو هُكّة دير ليه آبْنَيْنير !
حسن الرحيبي
كانوا يدافعون عن وَطن أو ربما لم تكن لهم قضية أصلاً مثل كثير من مجنّدي العالم الثالث والمغاربة الفقراء المقهورين بعذاب الجَفاف وحفر « يرني » حين كان أغنياؤنا يطحنون زرعهم الوفير في عمق المطامير كيلاَ يسمع فقراء الدواوير هدير الرحي فتتلمّظ شفاههم متذكرةً خبز البرّ اللّذيذ الذي تذكرته أرواحهم لما كانت تعيش في عالم المُثل لتهبط للأرض قسراً وقهراً ، عقاباً لها لما اقترفت من ذنب الإحساس بالجوع واشتهاء نصف تفّاحة .. بسجنها بأجسام نحيلة زغب الحَوَاصل لم تذق خبز ملة ولا عرفت للبُرّ مذ خلقت طعما.. كما صَور ذلك صَديقنا الحُطيئة الجميل الذي صوره التاريخ بأنه كان “خايب جوع” ..أو عندما كان أغنياؤنا يهينوننا ويذلون كبرياءنا بإلقاء دغمة خبز نظيف أو كما كان يسميه أبي “الخبز لمصبّن” فنتجه متسابقين لتلقفها متراكمين قبل أن يغير اتجاه الأخرى فننهض لاهثين من أجل دغمة ليس لنا فيها نصيب عندما يتكوّن “عرّام التّشيش التحتاني ما يعيش” مكوّن من الأطفال الأقوياء .. بينما ظل شعار جنودنا البائسين :
علاش علاش ݣاجينا ؟ على الصّوبّة والݣاميلة ! إذ لا ناقة ولا جمل لهم في حروب خسر مشعلوها أو ربحوا !
لكن بابا احمد ظلّ يرسل اللّعاقة رغم إصَابة بغلته المحمّلَة بمختلف أنواع الأسلحة ليبقى بيده فقط رأسها ورسَنها … دون أن يستطيع أغنياء الدوار الاستحواذ على المانضا بسبب صَرامة الحكم الفرنسي الذي أدار البلاد بالحديد والنار وهو ما نحتاجه اليوم لمحاربة الفساد وليس لوك شعار فارغ ب «ربط المسؤولية بالمحاسبة» بدون جدوىٰ ! ليقوم مخلّص لنا من هذه الورطة بالضّرب بالزّروَاطة قائلاً :
هكّة دير ليه آبنينير!!
أتى معه ببَليزة خشبية متينة ومتقونة الصّنع ، مَليئة بالفاصمة وبعض الأدوية الأوروبية بعد أن كان أسيراً بألمانيا ، وبعد أن ذهبت امّي حليمة عند كثير من الشوّافات آخرهن شوّافة سيدي كانون بعبدة ، التي أكدت لها استمرَاره بالحياة ، وأنه ليس ميتاً :
مقسمةً بأغلظ أيْمانها
كتسوّلي على احمد زين البشرة ؟
عَا الى كان مات بغيت هاذوا يموتوا عليّ مشيرةً لركبتيها ، وسيظهر بعد أسابيع …وكذلك كان . بينما مات ولد يامنة وظلت أمه وأخوه يستلمان ديته بسيدي بنور كل ثلاثة أشهر …
رَحم الله الجَميع .