آخر الأخبار

المسخ السياسي المغربي: سبّ بالأمس… قبلة بالخيانة اليوم

في عرض جديد من السيرك السياسي المغربي، ظهر عبد اللطيف وهبي وهو يطبع قبلة احترام على رأس عبد الإله بنكيران داخل أسوار السفارة السعودية بالرباط، وكأننا أمام مشهد من مسرحية عبثية عنوانها: “السب في البرلمان… والصلح في البوفيه”.

هذان الرجلان اللذان ملآ السمع والبصر قبل أشهر بالاتهامات الثقيلة، من “التهرّب الضريبي” في فيلا وهبي إلى “الأفعال الإجرامية” المنسوبة لبنكيران، لم يجدا حرجًا في تحويل العداوة إلى حميمية أمام عدسات الهواتف. المصافحة والابتسامات العريضة أجهزت على كل خطاباتهم السابقة، لتكشف للمغاربة أن السياسة ليست سوى لعبة تبادل أدوار بين سبّاب في النهار وملائكة في الليل.

اللقطة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لم تكن مفاجِئة بقدر ما كانت صادمة، لأنها تُعيد التذكير بأن المواطن المغربي ليس سوى كومبارس في مشهد طويل: يشاهد السياسيين يتقاتلون أمام الكاميرات ثم يذوبون حبًا في حفلات السفارات. والنتيجة؟ لا محاكمات ولا استقالات… فقط قُبل وابتسامات توزع بسخاء، بينما الشعب يوزّع عليه الغلاء.

باختصار، السياسة عندنا مثل برنامج تلفزيون الواقع: مشاجرات حادة على الهواء، ثم عناق حار في الكواليس… أما المشاهد، فله حق واحد فقط: أن يضحك بمرارة.