إدريس المغلشي
تتناسل الأحداث تباعا لنكتشف في النهاية أن حقيقة الفاعل السياسي ومدى قدرته على إبراز مؤهلاته مجرد إشاعة وحلقة مفرغة غير جدير بثقة المواطنين مادام عاجزا عن رفع إيقاع خطابه وممارساته ايضا. لقد نزل بإيقاعه إلى القاع وبسلوكات وتصرفات اقل مايقال عنها أنهاصبيانية. ماأصبحنا نعيشه في الآونة الأخيرة من تردي يضعناأمام سؤال محوري . لماذا تختلف صورة السياسي من ساحة الدفاع عن حقوق الناس إلى وضعية تبرير عدم الالتزام بها؟لماذا نصطدم دائما بخطاب مزدوج بين سلوك معارض مبالغ فيه وجبن تنفيذ متخاذل. البرامج والإلتزامات كتعاقد صريح بين المواطن والمسؤول الحكومي تختفي دون تعليل ؟ أين يكمن الخلل في تخليه عن الوفاء بوعوده وانقلابه عليها ليندمج في دواليب ودوامة التغرير والجزر والخصومة والفجور متخليا بفضاضة عن اخلاق السياسة و الإرتماء في ممارسة الوصاية ؟
من تناقضات السلوك السياسي أن تجد كاتبا وطنيا لحزب اشتراكي يستنجد بالزاوية للبحث عن شحنة دعم مفقودة في اطروحته السياسية ان وجدت اصلا . ويصبح موضوع تفكه وتنذر بعدما استنكر مجموعة من الملاحظين صورة ادريس لشكر وهو يتلقى سيلا من الأدعية بزاوية ركراكة كادت ان ترتقي به لمرحلة تنصيب مباشر. مما اثار موجة غضب عارمة وسخرية في نفس الوقت جارفة لدى عموم المتابعين،كيف لمسؤول حزب له تاريخ ورموز يقع في تناقض وخطيئة منهجية ضدا على مرتكزات الحداثة وغيرها من المفردات التي لايتأخر صاحبنا كلما اتيحت له الفرصة ليقصف خصومه بأقذع النعوث. الصورة الكاريكاتورية تفضح ازدواجية الخطاب وانتهازية السياسي الذي لايحمل أفقا يترجم مبادئ ومنطلقات مرجعيته بل قد يتخلى عن كل شيء بما فيها الأخلاق في سبيل الحصول على مناصب وتلك كارثة أصابت الجسم السياسي معلنة انتهاء دوره كفاعل في القطاع .
الصورة الثانية ضمن سلسلة مهازل السياسة ان يطل علينا كائن سياسي بعدما اختفى عن الأنظار ولم نعد نسمع له خبر منذ مدة ليست باليسيرة لافي الفضاءات العامة ولا في الغرفة الأولى التي يتقاضى بها راتبا مهما من المال العام ، فجأة على هامش انعقاد المجلس الوطني لحزب البام الأسبوع الماضي ظهر المهاجري بتصريح مستفز مدعيا أنه يتواجد في واحة ديمقراطية لامثيل لها وليس بثكنة عسكرية ولابزاوية وهي مزايدات لاقيمة لها مادامت تجنح نحو البوز .وعوض اختيار القفز في حقل الألغام لتسخين الطرح في ساحة موبوءة احتكرها قطاع طرق والشعبويون بائعو كلام. حري بكم السيد النائب المحترم أن تجيب على بعض الأسئلة مادمت اخترت الظهور بتلك الطريقة .ماسر غيابكم كل هذه المدة ؟ كيف اختفيتم عن الانظار وتخليت عن تمثيليتكم لمن صوتوا عليكم في قبة البرلمان ولم نعد نسمع لكم اية مداخلة؟ كيف سنثق في وعودكم بعدما غبتم عن كثير من الملفات والقضايا والنقاشات والقرارات التي تهم المواطنين فانتم ممثل للأمة لا لحزب بعينه . ولكي تفهم نبل السياسة وعمقها الفكري وانها لاتتوقف على المزايدات والسياسي الملتزم بقضايا الشعب لايتخندق في مساحات ضيقة بل ينتزع احترام الخصوم قبل الرفاق حين يعبر بارادة منفردة عن استقلالية القرار المبدئي ولايخضعه للمساومة . خذ على سبيل المثال لا الحصر. في يوليوز من سنة 2013 استدعى شباط المرحوم محمد الوفا لحضورالمجلس التأديبي عبر مفوض قضائي طبقا لمقتضيات المادة 110من النظام الداخلي للحزب.باعتباره اخل بالتزاماته التنظيمية وهو الأمر الذي رفضه الوزير وبقي متمسكا برأيه يمارس مسؤولياته داخل حكومة عبد الاله بن كيران ورفض استعماله كورقة في نسف التنسيق لاهداف غير واضحة .هذه حالة تبين بجلاء أن لا مقارنة مع وجود الفارق فهناك سياسي يخدم الوطن وهناك اشباه ساسة يخدمون اجنداتهم الخاصة.
فالثكنة العسكرية كمفردة نستدعيها للإستدلال على عنوان الإنضباط الذي غاب عن تصريحات بعض المسؤولين الغير مقدرين لمسؤولياتهم للأسف الشديد .