آخر الأخبار

الانهيار التربوي بمؤسسة البساتين أولاد با بجماعة سعادة

جاء في رسالة الجمعية المغربية لحقوق الانسان
فرع المنارة مراكش، إلى كل من : رئيس الحكومة،
وزير التربية الوطنية و التعليم الأولي و الرياضة،
مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش أسفي، حول موضوع تحميل المسؤولية الكاملة للمدير الإقليمي بمراكش عن الانهيار التربوي بمؤسسة البساتين أولاد با بجماعة سعادة، والمطالبة بتدخل مركزي عاجل لإنقاذ الحق في التعليم، : ”  تستمر متابعة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مراكش، دوام الوضع التربوي المتدهور بمجموعة مدارس البساتين أولاد با بجماعة سعادة، والذي يعد انتهاكا صارخا للحق في التعليم، كما هو منصوص عليه في:
العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (المادة 13)، الذي يلزم الدول بتوفير تعليم ابتدائي مجاني وإجباري، وثانوي متاح وميسر.
اتفاقية حقوق الطفل (المادة 28)، التي تلزم الدول بتوفير تعليم آمن، متاح، ومناسب من حيث البنية والمحتوى.
الدستور المغربي (الفصل 31) الذي ينص على الحق في تعليم ذي جودة.
الميثاق الوطني للتربية والتكوين الذي يكرس مبدأ الإنصاف وتكافؤ الفرص.
القانون الإطار رقم 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، الذي يربط التعليم بالكرامة والجودة.
ورغم سلسلة من البلاغات والمراسلات التي وجهها فرعنا منذ الموسم الدراسي الماضي، والتي نبهت إلى تعثر ورش تعويض البناء المفكك، وتدهور البنية التربوية، ورغم التواصل مع السيد المدير الإقليمي، والذي تعهد فيه شخصيا بإنهاء الأشغال قبل نهاية يونيو 2025، و رغم تنفيذ الأمهات و الآباء و الأولياء الوقفة الاحتجاجية الثانية مع مستهل الموسم الدراسي الحالي، و رغم استمرار عدم التحاق التلميذات و التلاميذ لصفوف الدراسة، فإن الواقع الحالي يكشف عن استمرار الورش في حالة تعثر، دون أي تقدم ملموس، أو مساءلة إدارية، أو تواصل جاد مع الأسر، مما يؤكد نهجا ممنهجا من التملص من المسؤولية، والهروب إلى الأمام.
لقد عملت المؤسسة لسنوات بصيغة التوقيت الثلاثي كحل ترقيعي مؤقت، في انتظار إنهاء الأشغال، وهو ما وافقت عليه الأسر على مضض، لكن البنية التربوية الحالية انتجت اكتظاظا خانقا داخل قاعات غير مؤهلة أصلا، و لا تحتمل عدد الطاولات الكافي، حيث يجلس التلاميذ ثلاثة إلى أربعة في الطاولة الواحدة، وبعضهم لا يجد مقعدا، مما يحرمهم من الحد الأدنى من شروط التعلم. علما أن بعض القاعات متضررة من الزلزال الأخير تم طلاؤها دون تدخل تقني لإصلاح الشق، وأخرى من البناء المفكك، وقاعة الإطعام المدرسي ذات السقف القصديري تستغل كقاعة تدريس بدورها و تتحول إلى قاعة غير صالحة مطلقا في الظروف المناخية الحارة و الباردة..
في ظل هذا الوضع المهين، نسجل تفاعل السيد قائد قيادة سعادة، الذي انتقل إلى عين المكان واستقبل لجنة من الأمهات والآباء، وأبدى استعدادا للقيام بالإجراءات اللازمة ضمن اختصاصاته. إضافة إلى وعد السيد رئيس جماعة سعادة بتزويد المؤسسة مؤقتا بصهريج ماء إلى حين الربط بشبكة الماء الصالح للشرب. غير أن هذه المبادرات، رغم أهميتها، تظل غير كافية أمام غياب تدخل جاد من المديرية الإقليمية، التي تواصل نهج سياسة الصمت والتجاهل، وتمعن في فرض حلول ترقيعية دون احترام للكرامة أو السلامة.
إننا نحمل المدير الإقليمي كامل المسؤولية عن هذا الوضع، الذي يعد خرقا واضحا للسمات الأربع التي يجب أن تميز المدرسة العمومية و هي: التوافر و القابلية للوصول و القابلية للقبول و القابلية للتكيف، و التي تنتهك في غياب بنية استقبال و ماء صالح للشرب و ربك بشبكة انترنيت و اكتظاظ يتجاوز كل الحدود.
وعليه، نطالبكم، بصفتكم الجهات الوصية، بالتدخل الفوري والعاجل من أجل:
1. فتح تحقيق إداري ومحاسبة المسؤولين عن هذا الوضع، وعلى رأسهم المدير الإقليمي.
2. تسريع وتيرة الأشغال، وتوفير حجرات دراسية آمنة ومجهزة، وفق المعايير الوطنية والدولية.
3. ضمان الربط الفوري بشبكة الماء الصالح للشرب والأنترنيت.
4. إعادة بناء الثقة بين الأسر والإدارة ، عبر تفعيل آليات التواصل الجاد والمسؤول بما يحقق الإشراك الفعلي.