أثار استعمال سيارات الدولة في نشاط حزبي نظمه التجمع الوطني للأحرار بجماعة تمصلوحت نواحي مراكش، موجة واسعة من الجدل، بعدما لوحظ حضور عدد من المسؤولين والمنتخبين وهم يستعملون أسطول السيارات التابعة للإدارات العمومية للمشاركة في التجمع الذي ترأسه رئيس الحزب عزيز أخنوش، بحضور وزراء وقيادات بارزة في صفوف “الحمامة”.
الواقعة، التي وثقتها عدسات الحاضرين وانتشرت صورها على شبكات التواصل الاجتماعي تحت وسم #مسار_الانجازات، اعتُبرت دليلاً جديداً على الخلط بين تدبير الشأن العام والعمل الحزبي، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها المغاربة، وما تفرضه من ترشيد للنفقات والالتزام باستعمال المال والوسائل العمومية في حدود مهامها الرسمية.
عدد من المتابعين وصفوا هذه الممارسة بـ”المستفزة”، معتبرين أن استمرار استغلال سيارات الدولة في الأنشطة الحزبية يكرّس غياب ربط المسؤولية بالمحاسبة، ويضرب في العمق مبدأ تكافؤ الفرص بين الأحزاب السياسية، بينما دعا آخرون إلى فتح تحقيق رسمي في الموضوع لترتيب المسؤوليات واتخاذ الإجراءات اللازمة.
ويأتي هذا التجمع الحزبي في سياق حملة تواصلية يقودها التجمع الوطني للأحرار تحت شعار “مسار الإنجازات”، غير أن صور سيارات الدولة المتوقفة في محيط مكان اللقاء سرعان ما تحولت إلى مادة للنقد اللاذع على المنصات الرقمية، لتعيد النقاش حول حدود استغلال الموارد العمومية في خدمة أجندات حزبية ضيقة.