آخر الأخبار

أيها المطبلون… أنتم سرطان هذا الوطن!

أنتم لستم مجرد شهود زور، أنتم الجريمة في ثوب المساندة، أنتم الذين يغطون الشمس بغربال، ويبيعون الوطن حبةً حبةً على موائد السياسيين الفاسدين.

أنتم لا تكتبون بل تضللون، لا تعلقون بل تبررون، لا تحللون بل تسحقون ما تبقى من وعي الناس.
أنتم من عطّل لغة الحساب، وأقنع الفقراء أن الصبر فضيلة، حتى وإن كان على الجوع والذل.

أنتم من صنع مجدًا وهميًا لساسة فاشلين، أنتم من حوّل الخطاب إلى مخدر جماعي، أنتم من صفق للخراب وهو يتغلغل في المدارس والمستشفيات والشوارع.

طبلتم للسرقة، ومدحتم سوء التدبير، ورفعتم من شأن من باعوا البلد رخيصًا، لأنهم أشبعوكم بكاميرا، أو دعوة، أو حوالة بنكية تحت الطاولة.

لكن اسمعوها مني الآن:
غدًا لن تنفعكم علاقاتكم، ولن تقيكم تغطياتكم، ولا تدويناتكم، ولا ظهوركم الباهت على الشاشات.
غدًا، حين يحترق أولادكم بنار الفقر والبطالة والمهانة،
حين تتوسل زوجاتكم سريرًا في مستشفى عمومي مهمل،
حين تصيرون أنتم بلا كرامة ولا منفعة،
حينها ستتذكرون كل كلمة طبلتم بها للباطل، وتبكيكم أنفسكم قبل أن يبكيكم الوطن.

أنتم من أكل على موائد الطغيان، وشرب نخب خيانة الكلمة، وباع الضمير ليصفق لمن يسرق حاضرنا ويغتال مستقبلنا.

فلا تلبسوا ثوب الوطنية، فالوطنية لا تقبل من يبيعها كل يوم بثمن بخس.

تذكروا قوله تعالى:
“ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار.”

وتذكروا حكمة أمهاتنا:
“اللي باع ضميره، حتى التراب يرفض يدفن فيه.”

لكن دعوني أضيف شيئًا لا يقوله الإعلام ولا يُكتب في الصحف:

أنتم أخطر من السياسي الفاسد نفسه، لأن الفاسد يحتاج من يزين فساده، وكنتم أنتم المكياج القذر الذي يخفي قبحه.

نم قريرًا أيها المطبل…
لكن حين يأتي الحساب، لا تقل: لم أكن أعرف، بل قل: كنت شريكًا في الجريمة.