تحولت جماعة وقيادة سعادة بضواحي مراكش إلى عنوان صارخ لفوضى التدبير المحلي، بعدما غرقت أحياؤها في الأزبال وانتشرت النفايات في الشوارع والساحات، في مشهد يختزل غياب أبسط شروط العيش الكريم. صور الأحياء المكدسة بالنفايات صارت جزءاً من يوميات الساكنة، في وقت تكتفي السلطات المحلية بالفرجة، دون أي تدخل عاجل يضع حداً لهذا الوضع الكارثي.
الساكنة تؤكد أن تراكم الأزبال ليس مجرد ظرف استثنائي، بل أصبح حالة دائمة تكشف عن ضعف في الحكامة وغياب رؤية واضحة لتدبير قطاع النظافة. فشركات التدبير المفوض عاجزة عن تغطية كل المناطق، فيما مصالح الجماعة لا تبالي سوى بترقيع المشاكل عبر حلول سطحية لا تصمد أمام الواقع.
الأخطر أن هذا التراخي ترافقه آثار مباشرة على صحة المواطنين وسمعة المنطقة، حيث صارت الروائح الكريهة والحشرات جزءاً من المشهد اليومي. أما المواطن، الذي يفترض أن يكون في صدارة الأولويات، فظل في السطر الأخير ضمن قائمة الاهتمامات، مجبراً على التعايش مع تلوث بيئي يهدد حياته وحياة أسرته.
الملف لم يعد يحتمل الصمت، ويستوجب تدخلاً عاجلاً لإعادة الاعتبار لساكنة سعادة، ووضع خطط واقعية تضع المواطن في قلب التنمية بدل تركه يغرق وسط الأزبال.