آخر الأخبار

جماعة سعادة تغرق في الأزبال، البناء العشوائي، وحفر الآبار دون ترخيص… أين الجماعة؟ وأين السلطة؟

في مشهد يتكرر كل يوم، تغرق جماعة سعادة بضواحي مراكش في أكوام من الأزبال المنتشرة بشكل فوضوي على جنبات الطرق، وبين الأزقة والدواوير، مرفوقة بروائح كريهة وتكاثر واضح للحشرات والكلاب الضالة. وضع بيئي كارثي يُنذر بكارثة صحية حقيقية تهدد السكان، وسط صمت مطبق من الجهات المسؤولة.

الأدهى من ذلك أن البناء العشوائي عاد ليرفع رأسه بقوة، في تحدٍّ صارخ للقوانين المنظمة، حيث تُشيَّد المنازل والمخازن خارج أي تخطيط عمراني، وفي واضحة النهار، دون حسيب ولا رقيب. ورغم أن الجميع يعلم أن هذا النوع من البناء لا يمكن أن يتم دون تواطؤ أو تغاضٍ من بعض الجهات، فإن الجماعة الترابية لسعادة تلتزم الصمت، بينما تتفاقم المشاكل العمرانية والبيئية في تناغم مثير للقلق.

“جهر الآبار” خارج القانون
إلى جانب الأزبال والبناء غير القانوني، يعرف المجال الترابي لجماعة سعادة انتشاراً واسعاً لظاهرة حفر الآبار وتوسيعها (جهر الآبار) بشكل غير قانوني، دون تراخيص أو مراقبة تقنية. عمليات يتم إنجازها غالباً ليلاً أو في عطلات نهاية الأسبوع، وباستعمال آليات تقليدية وأخرى ميكانيكية، مما يُشكّل خطراً حقيقياً على الفرشة المائية والسلامة الجسدية للسكان.

وقد نبه عدد من النشطاء المحليين إلى أن هذا النشاط يتم في غياب أي مراقبة من المصالح الجماعية أو السلطة المحلية، ما يفتح الباب أمام استنزاف غير عقلاني للموارد المائية، خصوصاً في ظل التغيرات المناخية ونُذر الجفاف التي تهدد المنطقة برمتها.

من المسؤول؟
يحمّل عدد من سكان المنطقة المسؤولية الكاملة للجماعة، التي فشلت في تدبير قطاع النظافة ووضع حدٍّ للفوضى العمرانية، وتغاضت عن أنشطة غير قانونية مثل جهر الآبار. “الجماعة خارج التغطية”.

أما السلطة المحلية، فبينما يُفترض بها أن تسهر على احترام القوانين ومنع التوسع العشوائي وحماية الموارد الطبيعية، يبدو أنها اختارت بدورها نهج الصمت أو على الأقل الاكتفاء بردود فعل محتشمة لا ترقى إلى حجم الخطر القائم.

أين الحل؟
الساكنة تطالب بتدخل عاجل من عامل عمالة مراكش ومفتشية وزارة الداخلية لفتح تحقيق شامل في من يقف وراء هذه الفوضى، ومحاسبة المتورطين في السماح أو التغاضي عن استنزاف المياه وحيازة الأراضي دون قانون. كما تناشد الجهات الوصية لتفعيل آليات المراقبة، وتوفير الإمكانيات الضرورية لتأهيل المنطقة بيئياً وعمرانياً.

في انتظار ذلك، تستمر سعادة في التآكل بين الأزبال، العشوائية، والجفاف المنتظر، في مشهد يختزل انهيار تدبير جماعة يفترض أنها تسهر على تنمية المجال لا تركه للانهيار.