في الوقت الذي تُخنق فيه الصحافة الحرة وتُحاصر التدوينات الجريئة تحت ذرائع “أعجب من العجب”، تتطوّر في الجهة المقابلة شبكات الدعارة الإلكترونية بتنظيم وجرأة، عبر تطبيقات لم تعد خفية ولا تحتاج لتقنيات عالية… فقط اتصال بالإنترنت، “كانت الماء والخضرة والوجه الحسن … ولات لكويس ولكونيكسيون والجسد ابا حسن”
من واتساب وفيسبوك إلى Tinder وSayHi وAfribaba
قبل سنوات، كانت “الدعارة الرقمية” تنشط عبر:
مجموعات خاصة على واتساب؛
حسابات مجهولة على فيسبوك؛
رسائل خاصة على سنابشات أو تيكتوك.
أما اليوم، فقد أصبحت تطبيقات التعارف الأجنبية مثل Tinder و SayHi، ومواقع الإعلانات المجانية مثل Afribaba، فضاءً مفضّلاً لهذا النشاط، بسبب:
غياب الرقابة المحلية.
استغلال سياسات الخصوصية لتخفي الهوية.
اعتماد تقنيات دفع إلكترونية عبر “هدايا افتراضية” أو تحويلات مشفر، وكبسو كبسو…
عروض بالجملة… دون محاسبة
يكفي أن تختار المدينة، وتفتح التطبيق، حتى تنهال عليك عشرات الحسابات بصور شبه عارية وعارية، ورسائل مموّهة مليئة بالإيحاءات.
بعضها يشير إلى “العلاقات الخاصة مقابل هدايا”، وآخر يطلب التواصل عبر Telegram أو Snapchat لإتمام التفاوض.
بل الأكثر غرابة أن بعض الحسابات تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوليد الصور والنصوص!
في المقابل… الصحفي تحت المجهر
بينما تنمو هذه الظواهر بهدوء داخل الهواتف، يُعتقل صحفي بسبب مقال ناقد، أو يُتابَع ناشط بسبب تدوينة، أو يُستدعى مدوّن بسبب فقرة في بث مباشر.
فهل صار القلم أخطر من “الجسد”؟
هل صار النقد الحر أشد تهديدًا من الواقع المر؟
أين “لجان اليقظة الرقمية” من هذه الفوضى؟
لا نطالب برفع الرقابة تمامًا، بل بتوحيد المعايير:
إن كانت الدولة قادرة على رصد “تدوينة ناقدة”، فلتكن قادرة أيضًا على تفكيك شبكة رقمية للدعارة.
وإن كانت تستطيع توقيف بث مباشر، فلتوقف بثّ جسد يباشر.
الدعارة الإلكترونية تتطور… والصحافة تُراقب!
