زاكورة تُعد من أكثر المناطق تعرضًا للتصحر ونقص المياه، ومع ذلك يتم تشجيع زراعة الدلاح، وهو محصول يحتاج آلاف الأمتار المكعبة من المياه للهكتار الواحد. فهل نحن أمام تناقض رسمي واضح؟ ولماذا تستمر الدولة في دعم زراعات مائية في مناطق تعاني من العطش؟
بعد أيام قليلة من الأمطار الغزيرة والمفاجئة، تحولت الحقول إلى مستنقعات خانقة للدلاح الناضج. لكن ما لا يُقال هو أن هذه الصواعق جاءت بعد شهور من الإنهاك المائي، حيث حُفرت مئات الآبار في منطقة تعاني أصلًا من ندرة غير مسبوقة في الفرشة الباطنية.
وفي صمتٍ مطبق، يُحصد في زاكورة هذا الأسبوع موسم من الخيبة والحسرة. لا تُرفع المحاصيل إلى الأسواق، بل تُرمى في الحقول المشقّقة، حيث لم تُبقِ “الرعدة” سوى دلاحٍ تالفٍ، وعيونٍ دامعة لفلاحين استثمروا دماءهم في أرض عطشى.
و”عمي الوزارة” في دار غفلون…
في خضم هذه الخسائر، لم تُصدر وزارة الفلاحة أو الماء أي بيان، ولم تُوفد لجنة لتقييم حجم الضرر. لا تعويض، لا دعم تقني، لا تصور بديل. وكأن فلاح زاكورة ليس مواطنًا، بل مجرد رقم في دفتر الإحصاء الفلاحي.