رغم ما تزخر به مدينة الصويرة من مؤهلات طبيعية وسياحية، ورغم تصنيفها من طرف اليونسكو كتراث عالمي، إلا أن جزءًا كبيرًا من ساكنتها يعيش تحت خط الفقر، في صمت يُكسره أحيانًا صوت احتجاج، أو نظرات نساء ينتظرن أمام الجمعيات الخيرية طلبًا لسلة غذاء.
وراء الهدوء الذي يطبع أزقة المدينة العتيقة، تختبئ حكايات مريرة لعائلات بالكاد تجد قوت يومها. تقول عائشة، أم لأربعة أطفال: “لا خدمة لا معيل… حتى الصدقة ولّينا كنستناوها.”
في مثل الغزوة، تافوكت، وللا عائشة، يتحدث السكان عن فقر لا يُطاق: شباب عاطل، أمهات أرامل، ومسنون بدون تغطية صحية و”نكتة لامو” أو دخل قار.
تعتمد فئة كبيرة من السكان على مواسم السياحة أو المهرجانات، لكن مع غياب رؤية اقتصادية واضحة، تتحول هذه المواسم إلى استثناءات قصيرة لا تصنع فرقًا طويل الأمد.
يتساءل الصويريون:
– أين هي مشاريع الدولة لمحاربة الهشاشة؟
– لماذا لم تنعكس برامج “فرصة” و“أوراش” فعليًا على الأرض؟
– ولماذا لم تُفعّل فعليًا المناطق الصناعية بالمدينة لتكون متنفسًا اقتصاديًا؟
مدينة الصويرة لا تحتاج فقط إلى فنادق وأسوار نظيفة، بل تحتاج إلى عدالة اجتماعية، وتوزيع عادل للثروة، ومبادرات مستدامة تنقذ أهلها من براثن التهميش.
الفقر في الصويرة لم يعد حالة استثنائية، بل أصبح واقعًا صلبًا. وبين بحرها المفتوح وأحلام أبنائها المكسورة، يقف المواطن الصويري منتظرًا عدالة لا تأتي، وكرامة لا تُمنح.