مول الحوت… حين يسقط التلميذ في امتحان الأخلاق قبل الدروس
لم يكن أحد يتوقع أن يتحول موقف تربوي بسيط إلى قضية رأي عام تُهين كرامة الأستاذ المغربي، بعدما ظهر الملقب بـ“مول الحوت” في فيديو متداول يسيء بشكل مباشر للأستاذ عبد الكريم زهرات، في مشهد صادم أثّر عليه نفسياً ودفع أسرته الصغيرة إلى وضع لم تكن تستحقه.
القضية ليست مجرد خلاف عابر، بل نقطة سوداء في سجل علاقتنا بمربي الأجيال. فبدل الاعتذار الحقيقي، اختار “مول الحوت” الظهور في خرجات متسرعة غير محسوبة، فزاد الطين بلة، وجاء محاولاً ترقيع الخطأ بـ“باقة ورد بئيسة” واستعطاف بآيات من القرآن الكريم… في حين أن القرآن يُحفظ به الشرف قبل أن يُتلى على الكاميرات.
إن من يتأدب مع كتاب الله لا يجرّح أستاذه ولا يستهزئ به، بل يحفظ مكانته وكرامته، لأن من “علّمك حرفاً فقد صرت له عبداً”. لكن سلوك “مول الحوت” أبرز فجوة خطيرة بين الجيل الجديد وأبسط قيم الاعتراف بالجميل.
الأستاذ زهرات لم يطلب شهرة ولا ضجيجاً، فقط الاحترام الذي يستحقه كل رجل حمل مسؤولية تربية الأجيال. ومع تفاقم الإساءة وتواصل موجة التنمر، لم يجد من سبيل سوى اللجوء إلى القضاء بتهمة التشهير للدفاع عن كرامته وحقه القانوني.
في النهاية… سقط “مول الحوت” في امتحان الأخلاق، حيث لا تنفع الزهور، ولا التبريرات، ولا الشعارات. وحده الاعتذار الصادق قادر على إعادة الأمور إلى نصابها. أما العدالة… فهي الآن تتكفّل بالباقي.
